حذّرت بعض الأحزاب السياسية في الجزائر من مخاطر تحول الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة، على مستوى حي ديار الشمس، أحد أعتق أحيائها وأكثرها تضررا من أزمة السكن الجاثمة على صدور الجزائريين منذ عقود، من أن تتحول تداعياته إلى ما يشبه بقعة الزيت التي يمكن أن تمتد إلى باقي الأحياء والولايات الأخرى. وفيما أقرت الأحزاب ذاتها مشروعية مطالب المحتجين، لم تغفل دعوة السلطة إلى التعاطي بحكمة وفعالية مع الأزمات التي يعاني منها المواطن الجزائري اجتماعيا وبالأخص مشاكل التشغيل والسكن. معتبرين أن ما حدث ويحدث في ديار الشمس ليس إلا صورة مصغرة عن الاحتجاجات التي تشهدها يوميا مناطق عدة في ولايات القطر الوطني، لأسباب محصورة ومعروفة لا تخرج عن إطار مطالب الشغل والسكن والتشغيل والماء.. وغيرها من المطالب البسيطة والمشروعة في آن. وفي هذا السياق، أعربت حركة النهضة عن شديد قلقها من ظاهرة الاحتجاجات التي أصبحت سمة تطبع جميع المدن والبلديات في الجزائر، واعتبرت في بيان لها أصدرته أمس، أن غياب قنوات الحوار بين المواطنين والجهات الوصية وتنصل المتنخبين المحليين من مسؤولية الاستماع لانشغالات المواطنين وعدم مصارحتهم بحقيقة الأوضاع كانت وراء القنابل الاجتماعية الموقوتة التي تنفجر بين الفينة والأخرى في مختلف ربوع الوطن مع كل دخول اجتماعي. وأكد بيان النهضة أن الاحتجاجات اليومية التي يشهدها الشارع لا تخلو من رسائل سياسية صريحة أراد المواطنون المتذمرون تبليغها للمسؤولين في مختلف مستوياتهم تعبيرا عن الأوضاع المزرية للواقع الاجتماعي المعيش. وفيما أدانت النهضة عمليات التخريب، حمّلت حركة ربيعي في بيانها السلطة مسؤولية ما قد يحدث. أما حمس، وعلى لسان أمينها الوطني للإعلام والشؤون السياسية محمد جمعة، فقد أكدت لبالبلادب أن المطالب التي احتج من أجلها سكان ديار الشمس مشروعة في مضمونها، دون أن تفوت إبداء رفضها لأساليب العنف المنتهجة في التعبير عن الانشغالات مهما كانت. وفي السياق ذاته، دعا جمعة إلى ضرورة التفات السلطة لإكراهات الجبهة الاجتماعية داعيا إياه إلى مزيد من التكفل باحتياجات المواطنين بفتح أبواب الحوار والتواصل معهم. فيما حذّر من محاولات بعض الأطراف توظيف هذه الأحداث المشروعة في مطالبها لأغراض سياسية فئوية وحزبية ضيقة. من جهته، أمين عام حركة الإصلاح الوطني جمال بن عبد السلام أكد أن الاحتجاجات التي تشهدها الجزائر يتحمل مسؤوليتها الطاقم الحكومي الذي فشل بحسبه على مستوى أغلب الوزرات، مشيرا في سياق كلامه إلى أن الإنجازات الكبيرة المحققة مثلا في قطاع السكن مازالت لم تصل إلى مستحقيها الحقيقيين. كما حذّر بن عبد السلام من مغبة سد قنوات الحوار بين المواطن والسلطة، مشيرا إلى أن الاحتجاجات التي تعرفها جميع ربوع الوطن لا تتعلق بأزمة السكن وحدها، بل تمتد إلى مشاكل الشغل والتربية وتدني مستوى المعيشة وضعف القدرة الشرائية وغيرها من النقاط السوداء التي أضحت تنغص حياة المواطن البسيط. أما رمضان تعزيبت، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني والقيادي في حزب العمال، فحذّر هو الآخر من محاولات التوظيف المغرض لحركة احتجاجية مشروعة في مطالبها دون، أن يفوته تأكيد موقف حزب حنون الرافض للعنف في التعبير عن الانشغلات. وقال رمضان تعزيبت إن السلطة مطالبة بالمزيد من الجهود لتتفادى محاولات التوظيف المغرض للتذمرات الشعبية حتى لا تأخذ هذه الأخيرة أبعادا خطيرة لا تحمد عقباها.