فيلم “ريح الجنوب” كان ناجحا رغم أنه حرف الرواية الأصلية تحدث باحثون خلال الملتقى الوطني الثالث “شموع لا تنطفئ” الذي خصص لعبد الحميد بن هدوڤة بوهران، عن أهمية تحويل نصوص هذا الأديب إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية للتعريف بها أكثر في ظل انتشار الصورة وتراجع المقروئية وغلاء الكتب. وذكر بشير بويجرة من جامعة وهران أن إنتاج أعمال سينمائية وتلفزيونية مقتبسة من روايات بن هدوڤة “سيعطي صورة رائعة عن الأدب الجزائري وستساهم في التعريف بتاريخ والتراث الثقافي والسياحي للجزائر”، مضيفا أن تحويل روايات هذا الأديب مثل “بان الصبح” التي تعالج صراع الأجيال وتحكي عن الطبقة “البرجوازية” المثقفة وأسطورة “جازية والدراويش” المستمدة من التراث الجزائري و”نهاية الأمس”، إلى أفلام؛ بإمكانها أن تتحول إلى “تحف فنية رائعة من خلال الدمج بين النص الأدبي وجماليته وحركة الصورة وتقنياتها”. وقال المحاضر إنه رغم أن تحويل رواية “ريح الجنوب” إلى فيلم لا يحمل كل مكونات النص الأدبي للرواية وتصرف المخرج في بعض المشاهد، إلا أنه حقق نجاحا كبيرا وكان له صدى إيجابي لدى الأوساط الأدبية وتأثير قوي على المشاهد والقارئ. ومن جهته؛ أكد الروائي عرعار محمد عبد العالي أن اللجوء إلى الوسائل السمعية البصرية بإمكانها أن تجلب القارئ وأن توجهه إلى العمل الأصلي، مضيفا أن الصورة يمكن أن تصنع متعة المطالعة. أما محمد تحريشي من جامعة بشار فيرى أن “الإنترنت” من أحسن الوسائل للتعريف براويات الكتاب القدماء منهم عبد الحميد بن هدوڤة الذي تحمل كتاباته الإبداعية جميع العناصر والمقومات لتتحول إلى صورة على “الإنترنت”. وقدمت في أشغال اليوم الثاني من اللقاء الذي خصص للروائي عبد الحميد بن هدوڤة، قراءة تحليلية ونقدية لكتابات الروائي عرعار محمد عبد العالي من أبرزها “ما لا تذروه الرياح” و”الطموح” و”البحث عن الوجه الآخر” و”نفوس جائعة” و”تحت ظلال الدالية”، إلى جانب تجربته في كتابة القصص القصيرة. وأوضح الكاتب عرعار أنه يحاول في أعماله توظيف التاريخ الجزائري توظيفا إيجابيا في معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية بطريقة غير مباشرة، وهذا ما يظهر جليا في جميع رواياته ورواية “ضمير المتكلم” التي يجري التحضير لنشرها، حيث تصور اللحظات الأخيرة لمجاهد يتذكر فيها مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر. وحظيت الروايات الأولى لهذا المبدع بالدراسات “الأكاديمية”، حيث تناول الناقد الراحل محمد مصايف في كتابه “دراسات في الرواية الجزائرية بين الالتزام والواقع” تحليلا للروايتين “ما لا تذروه الرياح” و”الطموح” فيما خص واسني لعرج جانبا من رسالته “جمالية الرواية الجزائرية” لتحليل بعض رواياته التى وصفها ب”التأملية” حسب مشاركين في هذا الملتقى. من ناحية أخرى، ألف الروائي عرعار محمد عبد العالي عشر روايات وسبع مجموعات قصصية وأعمال أخرى جاهزة للطبع منها ثلاثية “طيور وفصول” و”قلوب وجسور” و”دروب وجسور”. واختتمت أشغال هذا الملتقى المنظم من قبل مديرية الثقافة ودار الثقافة “زدور ابراهيم بلقاسم” وبعض الجمعيات بمناسبة الاحتفال ب”شهر التراث”، بتوزيع الجوائز على الشعراء المبتدئين المشاركين في مسابقة.