اعترف عميد الوزراء بقصر يده في مواجهة الهيئة المذكورة، متوعدا إياها بتقديم شكوى أمام الوزير الأول أحمد أويحيى، احتجاجا على الطريقة التي تجري بها مسابقات التوظيف في قطاعه والتي ''أفرزت وضعيات صعبة'' استعصى الوصول معها إلى حل·ولم يستطع وزير التربية فعل شيء حيال ذلك سوى توكيل أمره إلى الحكومة، في رده على سؤال حول التلاعبات التي حدثت في مسابقات المفتشين التي تمت أواخر الموسم الدراسي السابق وتأخر تنظيم مسابقات أخرى جديدة ·وتحدث الوزير بالمدح في مرحلة أولى عن مديرية الوظيف العمومي التي يرأسها جمال خرشي وهو من أقدم مسؤولي الدولة رفقة بن بوزيد (مستمر في منصبه منذ 1994 بينما بن بوزيد من 1993) عندما تدخلت مصالح الوظيف العمومي لتظهر قوائم الفائزين بمسابقة توظيف 500 من مفتشي التعليم المتوسط الثانوي، قبل أن ينقلب عليها حين حديثه عن تأخر تنظيم مسابقات توظيف 15 ألف أستاذ وإداري جديد، قائلا ''لا يمكنني فهم عدم إجراء مسابقات التوظيف ونحن على أبواب شهر نوفمبر، على الرغم من أن الحكومة منحت المناصب المالية لقطاع التربية الوطنية منذ شهر ماي المنصرم''، مضيفا أن هذا التأجيل تسبب في ضياع سداسي كامل· وأضاف بن بوزيد أن هذا سيؤدي إلى خلق مشاكل جديدة، إضافة إلى تلك التي يعانيها قطاعه أصلا، في إشارة إلى توقعات حدوث موجة جديدة من الاحتجاجات من قبل الأساتذة المتعاقدين الذين يتولون سد النقص والمقرر تسريحهم بعد الإعلان عن نتائج المسابقات· وقال الوزير إنه سيعمل على تغيير الأمور على مستوى الحكومة، مشددا على أن هذا النوع من المسابقات ''يتعين أن يؤطر على ضوء القانون الأساسي الخاص بعمال التربية''·وذهب بن بوزيد إلى القول أتساءل أحيانا هل أنا من ينظم هذه المسابقات؟ ولفت الانتباه إلى أن هذا المشكل لا يعني قطاعه فقط وإنما يمس كافة القطاعات· فيما دعا المديرية العامة للوظيفة العمومية إلى تطبيق وظيفتها الأولى المتمثلة في السهر على تطبيق القوانين بصفتها جهاز أفقي للمراقبة· كما أكد أنه سيبذل قصارى جهده من أجل إضفاء المزيد من الشفافية على هذه المسابقات، ملتزما أيضا بتغيير طريقة الامتحانات المعتمدة فيها·في السياق ذاته، تعهد وزير التربية أمام أعضاء ''السينا'' بوضع حد لما يحدث هنا وهناك من منح لمناصب العمل بطرق غير قانونية، مشيرا إلى أنه سيقوم بإرسال مفتشين إلى الولايات كلما استدعت الضرورة ذلك ''لوضع حد للتجاوزات التي يقوم بها بعض مدراء الوظيف العمومي''، على حد تعبيره·أما بخصوص الإضراب الذي تلوح به بعض نقابات التربية المطالبة بتطبيق الأثر الرجعي على الزيادة في العلاوات، فقد أكد بن بوزيد أن ''الأبواب تبقى مفتوحة للحوار''، داعيا هذه التشكيلات النقابية إلى مواصلة النقاش وعدم رهنه بنقطة واحدة لم يتم الانفاق عليها·