خرج المصاليون يوم أمس إلى العلن من مدينة تلمسان في الذكرى 39 لرحيل أبو الوطنية مصالي الحاج، الذي توفي في الثالث من شهر جوان 1974 بباريس وعاد جثمانه لتلمسان تحت جنح الظلام. أوفياء الحركة الوطنية ومصالي الحاج، إلتقوا أمس بمقبرة سيد السنوسي في وقفة ترحمية استرجعوا فيها مآثر القائد السياسي والروحي للحركة الوطنية، وأثبتوا استحالة نسيانه برغم مرور كل هذه السنوات على رحيله. إلا أن الواضح في هذه المناسبة التاريخية التي رسمها أنصار حزب الشعب غياب التجديد والعنصر الشباني، الذي يمكن أن يحمل مطالب الحركة الوطنية ورجالاتها. فرغم التشبيب الذي ضرب الكثير من التشكيلات كأحزاب الأرسيدي حمس وحتى الأفلان والأفافاس والأرندي، فإن الحرس القديم في حزب الشعب المحظور لم يرضخوا لحتمية التغيير والتاريخ، فقد بدت على غالبية الذين حضروا أمس لإحياء مناسبة رحيل مصالي الحاج مظاهر الشيخوخة المتقدمة، دون أن يتم تكوين جيل يمكن أن يحمل مشعل مطالبهم، وكان الكثير من الملاحظين أعابوا على رموز حزب الشعب بقائهم ضمن نفس الدائرة القديمة دون أي تغيير يذكر، وهذا ما بدا واضحا من خلال الحاضرين يوم أمس في تلمسان. كما نشير إلى أن أنصار حزب الشعب المحظور، دأبوا في مثل هذا اليوم من كل سنة على التجمع في تلمسان عشية الذكرى، والتوجه إلى مقبرة سيد السنوسي للترحم على روح مصالي الحاج وتجديد المطالب التقليدية لهم الخاصة باعتماد حزب الشعب التاريخي وإعطائهم حق النشاط السياسي. ورغم اعتيادية المظهر السياسي لهذه المطالب، إلا أن إصرار أنصار حزب الشعب على طرح هذا المطلب وسط غياب تفاعل سياسي للأحزاب مع مطالبهم وعدم تفاعلهم مع الشارع، يجعل منهم طبقة نخبوية بعيدة كل البعد عن نبض الشارع وتطلعات المواطنين، الذين لا يعرفون إلا القليل عن هذه الحركة التي قتلها النمط النخبوي في العمل السياسي.