يصل اليومً منتخبنا الوطني إلى القاهرة قادما من إيطاليا على متن طائرة خاصة، ويضم الوفد 57 شخصاً، سيقيم في أحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة.وكانت اللجنة التحضيرية للمباراة قد عقدت اجتماعاً موسعاً، وطالبت الحضور في بيان صدر عن اتحاد الكرة بعدم توجه أي فرد إلى الملعب دون أن يحمل تذكرة وعدم طرح تذاكر للبيع في نفس يوم المباراة وحظر البيع بمنطقة الملعب وفتح أبوابه أمام الجمهور في الثالثة عصراً، وتخصيص مدرجات الدرجة الأولى العلوية للجمهور الجزائري، وأكد البيان على التزام اتحاد الكرة بالسعة الرسمية للملعب والتي تقدر ب 64 ألف تذكرة مع تخصيص ثلاثة آلاف مكان لرجال الأمن الذين يتولون تنظيم اللقاء والفصل بين مدرجات الملعب وتأمين مشجعي الجزائر. وبدأت بعض الصحف المصرية والجزائرية في محاولات لتهدئة الأجواء قبل أيام قليلة من المواجهة العصيبة المثيرة بين منتخبي البلدين، لكن الغالبية العظمى من الصحف ووسائل الإعلام في البلدين ما زالت تضرم نار الفتنة بين أحفاد الفراعنة ومحاربي الصحراء قبل هذه المواجهة، وفي الوقت الذي تبذل فيه بعض المحاولات من الطرفين لتهدئة الوضع، خاصة أن أي شرارة للشغب في هذا اللقاء بين مشجعي الجانبين وربما بين اللاعبين داخل المستطيل الأخضر قد تتحول إلى كارثة لا يعرف أحد إلى أي مدى سيصل تأثيرها على جميع المستويات السياسية والشعبية والرياضية. هذا وما زالت بعض الفضائيات والجرائد المصرية وبعض الجرائد الجزائرية تثير الفتنة بين الجانبين، ووصلت الحرب الإعلامية بين الطرفين إلى ذروتها على مدار الأيام الماضية، حتى تحولت مباراة السبت المقبل من مجرد مواجهة رياضية يجب فيها توافر الروح الرياضية واللعب النظيف، إلى ''معركة حربية''. هذا ودعت وزارة الخارجية المصرية أمس وسائل الإعلام في مصر والجزائر إلى تجنب ''الاستفزاز'' في تغطيتها لاستعدادات مباراة السبت المقبل بين المنتخبين على بطاقة التأهل إلى مونديال 2010 في جنوب إفريقيا. وسائل الإعلام المصرية، دأب محللوها ومقدمو البرامج في القنوات الفضائية العديدة مثل ''مودرن'' و''دريم'' على إثارة التعصب من خلال المطالبة بالرد على الجانب الجزائري بفوز ساحق يقضي على معنويات الجزائريين تماما، وأصبحت الانتقادات العنيفة هي الرد المنتظر على أي موجة للتهدئة. ولذلك لم يكن غريبا أن يتساءل مواطن ومشجع مصري في مداخلة هاتفية ببرنامج يقدمه لاعب الزمالك ومنتخب مصر السابق خالد الغندور على قناة ''دريم'' عن جنسية وديانة أحمد شوبير حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر سابقا والذي يقدم برنامجا آخر على قناة ''الحياة''، واتهم كثيرون شوبير بالتواطؤ والخيانة لمجرد محاولات التهدئة في برنامجه، وانتقلت حمى الإثارة الإعلامية بشكل مقيت من الشاشات وصفحات الجرائد والمجلات إلى اللافتات التي يحملها المشجعون في الملعب وهو ما وضح من خلال بعض العبارات الثأرية التي حملتها اللافتات خلال مباراة ودية بين المنتخبين المصري والتنزاني قبل أيام. وعلى الرغم من الزيارة التي قام بها محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري إلى اتحاد الكرة المصري والجلسة التي عقدها مع مسؤولي الاتحاد لتأكيد مشاعر الأخوة بين البلدين وبين مسؤولي اللعبة في الجانبين، لم تفلح هذه المحاولة في إخماد النار التي تُضرم تحت الرماد انتظارا لمواجهة السبت المقبل. كما لم تفلح محاولات سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري للعبة ومسؤولي الرياضة في مصر في تهدئة الأوضاع في ظل حرية الصحافة والإعلام واستمرار الكثيرين في إشعال نار الفتنة.