يعيش الجزائريون قبل 48 ساعة من المقابلة الكروية الحاسمة التي ستجمع بين فريقنا الوطني مع نظيره المصري لحساب التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، في حالة من القلق والترقب والتخوف من مجريات المقابلة، كونها ستُلعب على أرض الفراعنة وبعيدا عن أعينهم، لكن من جهة ثانية، يقينهم بالفوز جعلهم يشرعون في التحضير للاحتفال، حيث اجتاحت الأعلام الوطنية كل شوارع وأزقة وأحياء الوطن، وقلوب كل الجزائريين مشدودة يوم السبت نحو المباراة. ''البلاد'' وقبيل بضع ساعات عن هذا الموعد الحاسم، استطلعت أجواء ما قبل المباراة وآراء المواطنين وترقبهم للمباراة، وقد أجمع الجميع أن ''عقولهم متوقفة إلى حين انطلاق موعد المباراة وقلوبهم مشدودة نحو أرض الفراعنة، ودعواتهم للفريق الوطني بالفوز لن تتوقف حتى موعد المقابلة''. رامي: ''حلمت ببوفرة يسجل الهدف الأول والثاني لم يحتسبه الحكم'' في سياق متصل، أصبحت مقابلة الخضر هاجس كل فئات المجتمع الجزائري شيوخا، أطفالا، نساء وشبابا وكهولا، أصبحوا يستيقظون على أحلام الفوز، على غرار ''رامي'' موظف يبلغ من العمر 28 سنة بالعاصمة الذي أكد لنا أن ''التفكير باقتراب موعد المباراة جعله يحلم مرتين بمجريات المقابلة ونتيجتها''، يقول ''رأيت في منامي منذ 10 أيام أن فريقنا الوطني سجل هدفين، وكان الهدف الأول من تسجيل بوقرة، والهدف الثاني لا أتذكر مسجله، لكن الحكم رفض احتساب هذا الهدف''، ويضيف ''ولأن موعد المقابلة اقترب كثيرا وتفكيرنا لا يكاد ينصب إلا على هذا الحدث، حلمت أمس أننا سجلنا هدفا لكن لم يُحتسب لكن شباكنا لم تتحرك''، وأكد ''رامي'' متحدثا ''نتمنى أن لا يتسبب فوزنا على المنتخب المصري في الشعور بالحقد اتجاه الجزائريين''، ويجدر بهم أن يتذكروا ''أننا شعب عربي مسلم، وتاريخنا مشترك، وأن أرض المصريين مسقية بدماء الجزائريين''. معمر''3 سنوات'': ''إشرولي علم كبير ماشي صغير ...'' ''سعاد'' من تيبازة عاملة هي الأخرى أكدت أنها تعيش على الأعصاب رفقة أفراد عائلتها، حيث صرحت لنا ''أنا جدّ متحمسة ولست أدري كيف ستمر ال 48 ساعة المتبقية عن موعد اللقاء وإعلان الحكم صفارة المقابلة''، وأضافت لا أخفي عليكم ''جميع أفراد أسرتي في انتظار المقابلة، حتى الصغير منهم ''معمر'' البالغ من العمر 3 سنوات رفض أن تكون له راية وطنية من الحجم الصغير وطلب منا أن نقتني له علما من الحجم الكبير، وكان له ذلك، حيث أصبح يلفه على جسمه ويردد كلمات الأغاني المشجعة للفريق الوطني''، وقالت سعاد ''أنا متأكدة من الفوز، وسأخرج للاحتفال واقتسام الفرحة مع جميع الجزائريين ''. كريم: ''أعيش حالة قلق لا يمكن تصورها...'' ''كريم'' من العاصمة موظف، أكد لنا ''أنه يعيش حالة من القلق لا يمكن أن أعبر عنها، لكن من جهة ثانية، أشعر بالفرحة لأنني متيقن من فوز الخضر وإن شاء الله بثلاثة أهداف، وسوف أخرج وأعبر عن فرحتي مباشرة بعد المباراة''. فريد: ''المدرجات المصرية ستفرغ خلال الشوط الأول عند تسجيلنا الهدف'' ''فريد'' من العاصمة أيضا، يرى أن الفوز سيكون حليف أبناء سعدان، ويقول ''سنفوز على منتخب مصر بهدف مقابل صفر خلال الشوط الأول، وستفرغ كل مدرجات الملعب من المناصرين المصريين ويبقى إلا أنصار الخضر ''ونديروا حالة''. ''فضيلة'' طالبة جامعية، تقول إنها ''تعيش وضعية نفسية متوترة بسبب المباراة، وأن كل تفكيرها ينصب حول نتيجة المقابلة وأجوائها''، وتضيف ''لا أستطيع التفكير في أي شيء قبل يوم السبت، جمدت رأسي إلى غاية إعلان الحكم نهاية المباراة''. إسماعيل طالب جامعي 22 سنة: ''نحن واثقون أن رجال المنتخب الوطني على قدر المسؤولية ولن يخيبوا آمال الشعب الجزائري، سوف نربح إن شاء الله، وهي أكبر هدية يقدمها أشبال سعدان في ذكرى اندلاع ثورة التحرير المجيدة''. وتبتهج شوارع وأزقة وأحياء ولايات القطر الوطني، بألوان رايتنا الوطنية المعلقة في كل ركن منها، يُعبر فيها المواطنون عن تعلقهم بمنتخبهم الوطني الذي عاد من بعيد وأصبح يصنع أفراح الجزائر.