لم تنطلق بعد صافرة الحكم، لكن مجرد وصول المنتخب الوطني إلى القاهرة شكل إعلانا عن بدء المعركة الكروية بين الجانبين المصري والجزائري رغم محاولات التهدئة الكثيفة التي دارت خلال الأيام الماضية، وتستحوذ المباراة مساء اليوم بملعب "القاهرة" الدولي على معظم الاهتمام من بين جميع المباريات التي تقام في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. حيث تعدّ مواجهة من العيار الثقيل كونها تحمل في طياتها كما هائلا من الإثارة ولأنها تجتذب اهتماما بالغا ليس فقط لصعوبتها وكونها فاصلة وحاسمة على إحدى بطاقات التأهل لنهائيات كأس العالم، وإنما أيضا بسبب تاريخ المواجهات بين "الخضر" و"الفراعنة" والذي يحفل بالكثير من المشاكل عبر سنوات طويلة. ويضاعف من الإثارة في هذه المواجهة وضع الفريقين على الساحة الكروية في السنوات الماضية وترتيبهما الحالي في المجموعة الثالثة بالتصفيات الإفريقية. فأحفاد "الفراعنة" فرضوا أنفسهم بقوة على الساحة الإفريقية في السنوات القليلة الماضية وتوّجوا أبطالا للقارة السمراء عامي 2006 في مصر و2008 في غانا وشاركوا في كأس العالم للقارات 2009 حيث قدموا فيها عروضا رائعة أمام 3 من أفضل منتخبات العالم. ولم يبق أمام الفريق سوى البحث عن بطاقة التأهل لبطولة كأس العالم التي تأهل إليها مرتين سابقتين فقط عامي 1934 و1990. أما المنتخب الوطني، فلم يحقق أي إنجازات تذكر منذ فوزه بلقب بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1990 حيث توارى بريق هذا الفريق كثيرا على الساحة الإفريقية ولم يصل الفريق لآخر بطولتين لكأس الأمم الإفريقية واللتين فاز فيهما المنتخب المصري باللقب. ومع ضمان بلوغه كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنغولا من خلال هذه التصفيات المزدوجة أصبح الأمل الجديد لمحاربي الصحراء هو الوصول لنهائيات المونديال. وعلى عكس وضع الفريقين في السنوات الماضية، فقد جاء مشوارهما في التصفيات لصالح المنتخب الوطني حتى الآن حيث يتصدر الفريق المجموعة الثالثة في التصفيات برصيد 13 نقطة مقابل 10 نقاط للمنتخب المصري. ومن ثم، لن يكون أمام المنتخب المصري أي بديل في مباراة اليوم سوى الفوز ولكن ما يزيد من صعوبة اللقاء عليه أن الفوز وحده لا يكفي فهو بحاجة إلى الفوز بفارق 3 أهداف من أجل التأهل للنهائيات. بينما يستطيع المنتخب الوطني حجز مقعده رسميا في النهائيات إذا فاز أو تعادل أو خسر بفارق هدف في هذه المباراة. أما فوز المنتخب المصري بفارق هدفين فيضع المنتخبين العربيين في حاجة لخوض مباراة فاصلة بالسودان هذا الأربعاء. وما من شك في أن الأجواء المحيطة باللقاء ومنها واقعة تهشم زجاج حافلة المنتخب الوطني في القاهرة أول أمس تجعل منها موقعة في غاية الصعوبة على جميع لمستويات. ولكن إذا خرجت العوامل الخارجية من حسابات الفريقين في مباراة اليوم تبدو الكفتان متساويتان إلى حد بعيد، فالمنتخب المصري الذي يحتاج للفوز بفارق الثلاثة يجد الدعم من عاملي الأرض والجمهور بالإضافة لتفوّقه في المستوى العام على نظيره الجزائري. أما المنتخب الوطني الذي يمتلك أكثر من بديل فيما يتعلق بالنتيجة فيمتلك مميزات أخرى أبرزها أنه سيخوض اللقاء بأعصاب أكثر هدوءا. وتحوم الشكوك حول مشاركة بعض النجوم من الفريقين في هذه المباراة، ولكن تبدو الخسارة الأكبر من نصيب المنتخب المصري الذي قد يفتقد جهود نجم خط وسطه «حسني عبد ربه» الذي أصيب في كاحل القدم. وفاز «عبد ربه» بلقب أفضل لاعب في كأس الأمم الإفريقية الماضية بغانا عام 2008 ويمثل أحد الأعمدة الأساسية البارزة في صفوف الفريق ولذلك فإن غيابه عن اللقاء يمثل خسارة فادحة لأصحاب الأرض الذين يفتقدون أيضا في هذه المباراة جهود اللاعب «وائل جمعة» صخرة دفاع الفريق والذي يغيب بسبب الإيقاف لحصوله على الإنذار الثاني في مباراة الفريق السابقة بالتصفيات. ولكن لاعبي الفريقين يتمتعون بالقدرة على تعويض أي عجز في صفوفهم. وتبدو المواجهة أشد ضراوة خارج خطوط الملعب بين مدربين وطنيين يتحملان المسؤولية في الفريقين فالمنتخب المصري يخوض المباراة بقيادة مديره الفني «حسن شحاتة» الذي نال شهرة كبيرة بعدما قاد الفريق للقب إفريقيا مرتين متتاليتين وأصبح حلمه هو الوصول لكأس العالم. ويشرف على المنتخب الوطني المدرب «رابح سعدان» الذي أعاد للفريق بعض بريقه في الشهور الماضية واستغل الفوز الثمين الذي حققه الفريق على المنتخب المصري ذهابا «3-1» في إعادة بناء معنويات الفريق وبث الطموح لدى محاربي الصحراء في الوصول للمونديال.