أدى انهيار بناية قديمة بوسط ''بلاص دارم''، فجر أمس الأول، إلى مقتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة وهم طعطوشات إسماعيل (27 سنة)، وزوجته بوترعة سامية (26 سنة)، وابنتهما نور الجهاد التي لم يتجاوز عمرها 17 شهرا.وقد شيعت جماهير عريضة الضحايا الثلاث قبيل زوال أمس الجمعة، وسط موكب جنائزي مهيب بحضور عدد كبير من المسؤولين المحليين الذين يتقدمهم مسؤول الجهاز التنفيذي.وأفادت مصادر طبية بأن ما لا يقل عن 20 جريحا تم نقلهم على جناح السرعة إلى المركز ألاستشفائي الجامعي ابن رشد لتلقي العلاج اللازم. وعلمت ''البلاد'' أن آخر المصابين غادر مساء أمس المستشفى. كما سارع والي الولاية محمد الغازي إلى عقد اجتماع طارئ ضم مسؤولين محليين وجمعيات محلية للتباحث حول سبل التكفل بضحايا هذه الكارثة. وقالت مصادر مسؤولة للجريدة إن الوالي أمر بنقل جميع المنكوبين إلى مركز عبور إلى حين منحهم سكنات اجتماعية في غضون الشهرين المقبلين في حصة 1600 سكن التي ستستفيد منها بلدية عنابة. هذا، وقد شهدت ساحة الثورة، مساء الخميس وصبيحة الجمعة، احتجاجات عارمة فجرها سكان المدينة القديمة الذين أقدموا على إغلاق الطرقات المؤدية إلى الشوارع الرئيسية بوسط المدينة بواسطة المتاريس والحجارة وإضرام النيران في العجلات المطاطية حتى اعتلت سماء المدينة سحب كثيفة من الدخان. ولم تسفر الاشتباكات التي وقعت بين المحتجين وعناصر الأمن الوطني عن أية توقيفات حسب ما كشفت عنه مصادر أمنية رفيعة المستوى. لكن المصالح الأمنية سجلت وقوع خسائر مادية جسيمة نجمت عن انتفاضة الغضب الشعبي. وطالب الغاضبون بإيفاد لجنة تحقيق وزارية تحدد وجهة الملايير التي التهمها الديوان البلدي للمدينة القديمة دون أن تفي هذه الهيئة بالتزاماتها تجاه المواطنين.