تسبب انهيار بناية تقع بشارع وسط المدينة القديمة "بلاص دارم" بعنابة، فجر الخميس الأخير، في مقتل ثلاثة أفراد من عائلة واحدة وعشرات الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم. شيع آلاف المواطنين، صبيحة أمس، الضحايا الثلاثة الذين ينتمون إلى عائلة واحدة، وسط موكب جنائزي كبير بحضور لافت للسلطات المحلية يتقدمهم والي الولاية محمد الغازي، والأمر يتعلق ب "طعطوشات إسماعيل" (27 سنة)، وزوجته "بوترعة سامية" (26 سنة)، وصغيرتهما "نور الجهاد" التي لم يتجاوز عمرها 17 شهرا. وقد خلف هذا الحادث الأليم سقوط أزيد من 17 جريحا تم نقلهم على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد. وأبلغ مصدر طبي عليم "الأمة العربية" أن كل المصابين غادروا المستشفى بعد تلقيهم الإسعافات اللازمة. وقد فجر مئات المواطنين من سكان البنايات الهشة بالمدينة القديمة، انتفاضة شعبية عارمة اندلعت شرارتها الأولى عشية أمس الأول وتجددت في اليوم الموالي، حيث أقدم الغاضبون على غلق الطرقات المؤدية إلى الشوارع الرئيسية بوسط المدينة بواسطة المتاريس والحجارة، وإضرام النيران في العجلات المطاطية حتى اعتلت سماء المدينة سحب كثيفة من الدخان. وقالت مصادر أمنية وثيقة الإطلاع، إن الاحتجاج أدى إلى وقوع خسائر مادية عديدة من قبيل حرق واجهات المحلات التجارية وكسر زجاج عدد من المركبات. وحسب مصادرنا، فإنه لم يتم، إلى غاية تحرير هذه السطور، توقيف أي شخص من المحتجين. وطالب الغاضبون السلطات المركزية في الدولة بحلول جذرية للأزمة السكنية التي يتخبطون فيها منذ عقود طويلة من الزمن، رغم الوعود الكاذبة للمسؤولين المتعاقبين على رئاسة البلدية والولاية. ودعت العائلات الناقمة على الوضع القائم إلى فتح تحقيق معمق في مصير الملايير الضخمة التي ابتلعها الديوان البلدي لترميم المدينة القديمة، دون أن يلمسوا أي أثر لها على الأرض. إلى ذلك، سارع مسؤول الجهاز التنفيذي محمد الغازي إلى عقد اجتماع عاجل مع مسؤولي بلدية عنابة والمجتمع المدني لبحث تداعيات هذه الكارثة، وقال مصدر مسؤول مقرب من محمد الغازي إنه أمر السلطات المحلية بضمان التكفل الحسن بضحايا كارثة الخميس الأسود، وأضاف المصدر أن الوالي قرر ترحيل المنكوبين إلى مركز عبور في انتظار إدراجهم في الحصة السكنية المخصصة لبلدية عاصمة الولاية في مطلع السنة المقبلة والمقدرة ب 1600 سكن. وللإشارة، فإن المصالح المعنية أحصت وجود 34 سكنا معرضا لخطر الانهيار في أية لحظة، وأوصت ذات الجهات بضرورة استعجال ترحيل ساكنيها تفاديا لوقوع كارثة مماثلة