قبل أيام.. قال المجلس الاقتصادي والاجتماعي.. إنه يقدم اقتراحات للحكومة منذ سنوات.. لكنها لا تعمل بها.. ولا تهتم بها.. وهذا يعني أن المجلس كان يخاطب نفسه.. وعندما يُنهي أعماله في كل دورة.. ينام في رفوف الحكومة.. على ذمة أن يعود للحياة في الدورة القادمة. ثمة جهاز بيروقراطي آخر جديد.. يعمل لدى الوزير الأول.. بالنمط نفسه.. أو قريب منه.. مكلف بالاستشراف والإحصائيات.. يقول الوزير المكلف به.. إنه أعد تقريرا سماه "الجزائر 2030″.. بالتعاون مع خبراء كوريين جنوبيين. هذا التقرير يزود (الحكومة بدراسات حول السياسات الاقتصادية والاجتماعية).. وهو (يطمح إلى تصنيف الجزائر مستقبلا من بين الدول الرائدة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط). أما الكوريون.. فيقولون إن التقرير درس (عدة سيناريوهات اقتصادية منها التشاؤمي، وذلك لمواجهة الصدمات النفطية..). *** فهل يفلح الكوريون في جعلنا نفكر في المستقبل بجدية.. ونكف عن السفاهة الاقتصادية التي استمرت نصف قرن.. ونعلن طلاقنا من النفط.. الذي أفسد طباعنا.. وحولنا إلى كائنات تتنفس من خلال أنابيب المحروقات؟ أشك في ذلك.. لسببين على الأقل.. الأول أن الكوريين يخططون وفي أذهانهم صورة الإنسان الكوري.. وهو إنسان يختلف عنا تماما.. والثاني أن الجزائريين يعرفون الطريق الصحيح.. لكنهم يفضلون السير في الطريق الخطأ.. ومن ثم لا تعني نصائح الكوريين بالنسبة إليهم شيئا. المشكلة كما أراها.. لا تكمن في استيراد الأفكار.. فلدينا منها الكثير.. إنما تكمن في الشيء الذي نتجنب الإشارة إليه.. أعني السياسة. فالنمو والإقلاع والرشادة والحكمة الاقتصادية.. أشياء لا تكتب على الورق.. بل توجد في الأذهان.. وهذه الأذهان للأسف لا تولد خارج الصندوق الانتخابي.