أعلن وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتيفو، امس، أمام اتحاد أرباب العمل والمهنيين اليهود في فرنسا أنه سيعين ''منسقا لمكافحة العنصرية والعداء للسامية'' قال الوزير خلال حفل تسلمه جائزة الاتحاد لمحاربة العنصرية والعداء للسامية ''أعتقد أنه من المفيد أن يتولى موظف كبير في الوزارة عملية تنسيق أعمالنا'' في هذا المجال وأضاف أنه سيتم تعيينه ''خلال الأيام المقبلة''، لكنه لم يكشف عن اسمه. وأوضح أن هذا المدير سيتمتع ب''صلاحيات كافية على أجهزة الأمن وبالاتفاق مع مدير الشرطة والمدراء العامين للشرطة وقوى الأمن، ويعد القرارات التي يجب أن تتخذ من أجل تحاشي وقمع هذه الأعمال غير المقبولة''. وأضاف الوزير الفرنسي المتهم بالعنصرية في فرنسا والمطلوب أمام قضائها لتصريحاته العنصرية ضد احد الجزائريين كاشفا ''في الأشهر التسعة الأولى من العام، وقعت 704 حوادث معادية للسامية بينها 123 عملا و581 تهديدا بينها تهديدات شفوية وأخرى طالت مباني وأضرحة''.وأشارت وزارة الداخلية الفرنسية إلى أن هذا العدد يمثل أكثر من ضعف حوادث العداء للسامية التي أحصيت في الأشهر التسعة الأولى من العام 2008 : ''350 بينها 99 عملا و251 تهديدا''. ويأتي تعجيل الوزير الفرنسي لخطاه باتجاه إرضاء اليهود في فرنسا انسجاما مع النظرة الفرنسية الرسمية والسياسية اتجاه اليهود وخوفهم الشديد من تهمة ليس العداء للسامية فحسب، بل حتى التهمة من التقاعس على الدفاع عن المصالح اليهودية في فرنسا وذلك خلافا لموقفهم من الإسلام والمسلمين الذين تعرضوا لحوداث عنصرية لا تعد ولا تحصى على أيدي يهود في فرنسا، كان آخرها حرق إحدى المكتبات التي تملكها فرنسية اختصت في بيع كتب القضية الفلسطينية بعد احداث غزة، تعبيرا عن موقفها التضامني مع فلسطين ومع قضية غزة على وجه التحديد، بحيث بقيت القصية بلا متابعة. بينما تتابعت في الآونة الأخيرة جرائم الاعتداء على الجزائريين والمغتربين من أصول مغاربية حتى على أيدي أجهزة الأمن في فرنسا ولكن دون أن تتحرك فرنسا الرسمية لإعلان تضامنها مع الاعتداءات التي يتعرض لها هؤلاء الفرنسيين.