كشف وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتفو أمس الأول عن تسجيل 1026 عمل عنصري خلال 2009، وقال إن 314 منها ألحقت أضرارا بمسلمين وبأماكن للعبادة تخص المسلمين، منتقدا تنامي هذه الظاهرة الخطيرة، أما محمد موسوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية فقد حذر من خطورة أن تتحول مناهضة التطرف إلى رفض ومعاداة للإسلام. تصريحات الوزير الفرنسي أدلى بها خلال التوقيع الخميس الماضي على اتفاق مع رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي يهدف إلى تحسين مراقبة الأفعال والتهديدات المناهضة للمسلمين التي عرفت تزايدا لافتا في السنوات الأخيرة أصبح ينذر بظاهرة عنصرية خطيرة لاستهداف المسلمين، وتؤكد الإحصائيات الرسمية التي أعلن عنها الوزير الفرنسي أن هذه الأعمال العنصرية التي شهدتها فرنسا السنة المنقضية بلغت 1026، منها 220 حادثا و806 تهديدات، وأن بين هذه الأعمال العنصرية 314 عملا ألحقت أضرارا بالمسلمين وبأماكن عبادة تعود للمسلمين. ويهدف وزير الداخلية بريس اورتفو ورئيس مجلس مسلمي فرنسا محمد موساوي من خلال هذه الاتفاق إلى تفعيل عملية إحصاء الأفعال المناهضة للمسلمين على غرار الاتفاق الذي وقعته الدولة مع الطائفة اليهودية في فرنسا. ومن وجهة نظر الوزير الفرنسي فإن الحكومة الفرنسية ارتأت التحرك لمواجهة حملة الكراهية ضد المسلمين، وهو استحسنه موسوي، مبديا ارتياحه لصرامة أورتيفو والتزامه بتجنيد المصالح التابعة لوزارته لمكافحة هذه الظاهرة، كما دعا على ضرورة التعاون لمواجهة هذا الخطر المحدق بالوحدة الوطنية الفرنسية، وهو ما أيده فيه الوزير الفرنسي، وبموجب الاتفاق الموقع عليه فإن اجتماعات دورية ستعقد بين ممثلين عن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ومصالح وزارة أورتيفو، على الأقل مرة كل ثلاثة أشهر، لتبادل الإحصائيات، حيث سيقدم المجلس المعلومات والمعطيات التي تجمعها فروعه الجهوية لوزارة الداخلية لمقارنتها بالإحصائيات الرسمية والتحري بشأنها. وحسب موسوي فإن الاتفاقية ستسمح بتقديم صورة واضحة عن الأفعال المناهضة للمسلمين في فرنسا والتي تم التحقيق على اثرها مع 143 شخصا سنة 2009، كما تسمح هذه الاتفاقية بتسليط الضوء على واقع الظاهرة، موجها نداء عاجلا لضرورة العمل من أجل وضع حد لثقافة اللاتسامح، محذرا من أن تتحول التخوف من التطرف إلى رفض ومعاداة للإسلام، مؤكدا بالقول"المسلمون يدركون جيدا واجبهم اتجاه الجمهورية ويدركون في الوقت نفسه ما يضيفونه لها" واللافت في الأمر أن أورتيفو الوزير المقرب من ساركوزي الذي وقع على الاتفاقية وأدلى بهذه الإحصائيات صدر ضده بداية الشهر الجاري حكما قضائيا بغرامة مالية قدرها 750 أورو لأنه أدلى بتصريحات في سبتمبر الماضي اعتبرت »مشينة« بحق أشخاص من أصل عربي، لكنه قرر استئناف الحكم، حيث قال أورتيفو على هامش اجتماع سياسي الصيف الماضي دون الانتباه إلى أن كاميرا كانت تصوره إن وجود احدهم أي العرب لا باس لكن عندما يتكاثروا تبدا المشاكل.وتحصي فرنسا ما يقارب 6 مليون مسلم، النسبة الأكبر منهم من أصول مغاربية، وهو ما يجعل من الجالية المسلمة الأهم في أوروبا