بعد يومين فقط من إعلان نقيب المهن التمثيلية المصرية أشرف زكي أنه يدرس مبادرات صلح بين الفنانين المصريين والجزائريين أطلقها وسطاء سوريون وأردنيون ولبنانيون، قررت شركات الإنتاج المصرية عدم عرض أعمالها الأخيرة في الجزائر مبررة الخطوة ب''رد الاعتبار للمصريين'' بعد الهزيمة التي لحقتهم على أيدي ''الخضر'' في مباراة السودان الأخيرة. ونفى منتجو أفلام ''أمير البحار'' للفنان الكوميدي محمد هنيدي و''ولاد العم'' و''البيه رومانسي'' للممثل كريم عبد العزيز، أن يكون موقفهم هذا يستهدف ''دغدغة'' عواطف الجماهير المصرية، مشيرين في هذا السياق إلى أن ''السوق الجزائرية صغيرة ولن تؤثر على إيرادات أفلامهم'' بدليل أن هذه الأفلام هي الأكثر تحقيقا للإيرادات، على حد زعمهم. كما لم يقدم هؤلاء تفسيرا لاستبعاد المخرج الجزائري أحمد صالح بعدما شرع في إخراج فيلم ''الديلر'' الذي اختير الممثل أحمد السقا بطلا له. وأثارت عبارة ''عدا الجزائر'' التي كتبت على ملصقات الأفلام الثلاثة دهشة واستغراب الجماهير والشارع الفني، وهي العبارة التي تشير صراحة إلى أن تلك الأفلام ستعرض في غالبية الدول العربية باستثناء الجزائر ما يشكل ''سابقة خطيرة في تاريخ السينما العربية''. من ناحية أخرى، لم يكتف رجل الأعمال المصري محمد السبكي الذي أنتجت شركته فيلم ''البيه رومانسي'' بإعلان قرار استثناء الجزائر من عرض العمل، بل تعمد تفصيل موقفه أثناء الحملة الإعلانية للفيلم من خلال ذكر كل الدول العربية التي سيعرض فيها الفيلم والتركيز على استثناء الجزائر. ومن جانبه، قال هاني رشاد، المدير التنفيذي لشركة ''الماسة'' إن المجموعة الفنية المتحدة ''الماسة، النصر، أوسكار'' أصدرت أربع قرارات تقضي ب''المضي قدما'' في مقاطعة الجزائر وعدم التعامل مع فنانيها بأي شكل من الأشكال، وبالتالي تقرر عدم عرض الأفلام التي تقوم المجموعة بإنتاجها في الجزائر، قبل أن يضيف بأن اتخاذ هذا القرار يتزامن مع نزول فيلم ''ولاد العم'' إلى دور العرض ''لذا تقرر إلغاء العرض الخاص في دور السينما الجزائرية على أن يتم عرضه في جميع الدول العربية وإهداء الفيلم مجانا إلى السودان تقديرا لما قامت به من جهود'' على حد تعبيره. وكان أبطال الأفلام السابقة وهم محمد هنيدي ومحمود عبد العزيز، قد تبنيا قرار المقاطعة وأعلنا رسميا عداءهما للجزائر دولة وشعبا وفنانين.