لم يكن أحد من المسؤولين بولاية أم البواقي ولا السلطات المحلية ولا حتى من المواطنين يتوقع أن تحصد مدينة ''الجازية'' النائية بأم البواقي ذات 4000 آلاف نسمة في 11 مشتة في رئاسيات التاسع أفريل المنقضي أعلى نسبة مشاركة عبر 29 بلدية من بلديات الولاية بنسبة 99.50 بالمائة، حيث حقق خلالها رئيس الجمهورية نسبة 100 بالمائة من أصوات الناخبين هؤلاء الذين هبوا بقوة إلى صناديق الاقتراع لم يكن هدفهم رفع نسبة التصويت بقدر ما كان همهم الوحيد هوالارتقاء بالوضع المعيشي إضافة إلى تغيير الظروف الحياتية نحوالأفضل. فالبلدية التي تجرعت المرارة خلال العشرية السوداء، الأمر الذي جعل فيها 86 ضحية إرهاب من بينهم 33 أرملة و33 معطوبا و165 يتيما و6 حالات اغتصاب، إضافة إلى حالات الصدمة التي ظهرت بين سكانها خاصة في العائلات التي عانت الأمرين في فترات سابقة مما تسبب في إصابة أبنائها بأمراض مختلفة نسبت جميعها للفقر المدقع الذي ألم بسكان المنطقة، ومن بين الأمراض التي تفشت في البلدية أمراض الجهاز التنفسي والضغط الدموي والقلق والربو. سكنات عائلات ضحايا الإرهاب هي الأخرى ورغم هذه الأمراض التي عصفت بقاطنيها وبأبنائها إلا أنها لم تسلم كذلك من أعراض هذه الأمراض خاصة وأنهم يقطنون منازل تحمل من مادة الأميونت ما يجعلها الخطر المحدق بهم، كما أن المواطنين الذين يبيتون لياليهم بها عبر بعضهم في حديثهم ل''الأيام'' عن تدمرهم واستيائهم الشديدين جراء الصعوبات والتهميش اللذين يواجهونها كلما طرقوا أبواب السلطات نظرا لكونها غير مطابقة لمواصفة البناء بعد أن شيدت في العشرية السوداء على شكل حصة من البناءات الريفية والتي قدر ثمنها في تلك الفترة ب 12 مليون سنتيم للسكن الواحد هذا في وقت فضل الآخرون النزوح نحو المناطق المجاورة هروبا من الأوضاع المزرية بعد التشققات والتصدعات التي لحقت بها وجعلها مهددة بالانهيار في أية لحظة دون سابق إشعار هذا الهروب من الواقع الذي لا مفر منه تعدى كذلك إلى فئة الفلاحين الدين ناشدوا المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية ضرورة التدخل لانتشال نشاطهم الرئيسي من الأخطار المحدقة بهم فأصحاب البساتين الذين زرعوا مختلف أنواع الخضر، وأوضح بعضهم في حديثهم لنا أن المشاكل التي يتخبطون بها تتمثل في مشكل تسويق منتجاتهم المكدسة ومشكل الآبار المنهارة جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة التي اجتاحت المنطقة في مرات عديدة. في هذا السياق طالب صغار الفلاحين من الجهات الوصية الالتفات إليهم وتمكينهم من قروض الاستثمار في مجال حفر الآبار في ظل غياب وشح الإمكانيات والقدرات التي تسمح لهم بحفرها.