بكل عزة وكرامة، يحق لنا أن نفتخر بكوننا البلد الأوحد في التاريخ وفي جغرافيا ''جبر''الخاطر'' الذي أعاد للصفر مكانته كرقم يجسم ويجسد الانتصار في أسمى صوره. وأكبر وأعظم إنجاز يمكن أن نقارع به كل من يطعن في ''إعجازنا'' وليس عجزنا، أننا الأمة التي تنتصر للصفر وتنتصر بالصفر ومن الصفر.. رفقاء مطمور وفوا بعهدهم وأوصلونا إلى الدور ربع النهائي والشيخ سعدان ووزير الرياضة جيار كانا صادقين إلى أبعد الحدود حينما طمأنا العالم بأن انهزام فريقنا ''الأسطورة'' أمام ''مالاوي'' ليس نهاية العالم ولا يعني قيام الساعة، فقط انهزام يمكنه أن يحدث في أي مكان وزمان، لكن ما لم يعترف به الرجلان في قمة دفاعهما وتبريرهما الهزيمة هو متى ينتهي العالم ومتى يبعث؟ فمن يمتلك الثقة في الجزم بأن نهاية العالم لن تكون غدا، يمتلك بالضرورة معلومات مؤكدة و''منكّدة'' عن توقيت نهاية العالم.. هل معنى أن نمر إلى الدور ربع النهائي، بوجه شاحب وباهت وعلى أنقاض ''صفر'' أنغولا، أن نتجاوز وننسى أن كبوة ''مالاوي'' لم تكن كبوة ولكن نهاية عالم من الأحلام والأوهام التي جرّعتنا إياها كرة نقلت عزة وكرامة الوطن من كرامة إنسان جزائري داسه ''درويش ليبيا'' كما عراه أسود أمريكا، إلى كرامة وعزة تتحكم فيها أقدام وأرجل تقذف كرة وكرة وأخرى لتنتج لنا في النهاية ''صفرا'' نحتفل به. فعذرا مريم مهدي فلقد بلغنا أنك ''تقيأت'' الدم في إضراب الكرامة المضروبة في الصفر، لكن للأسف فنحن مشغولون بالاحتفال بالصفر وللصفر ومن الصفر لأجل صفر..