طالبت المصالح الأمنية الجزائرية من مالي تسليمها أحد الإرهابيين الموقوفين لديها، والذي طالب تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' الناشط بمنطقة الساحل إطلاق سراحه مقابل الإفراج عن الرهائن الأوروبيين المحتجزين لديها. وأفاد مصدر أمني، في تصريح ل''البلاد'' أمس، بأن المطلوب هو إرهابي خطير ينتمي للمنطقة التاسعة التابعة للتنظيم ذاته ورد في قائمة المطلوبين لدى السلطات الجزائرية، ينحدر من ولاية الجنوب وهو في الأربعينات من عمره. وعبرت الجزائر عن تخوفها من إطلاق سراح الإرهابي على خلفية تورطه في العديد من العمليات الإرهابية في المنطقة. ورفض المصدر ذاته الكشف عن اسم الإرهابي المطلوب من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب مقابل الإفراج عن رعايا أوروبيين تحتجزهم. وقد تم اعتقال الإرهابي الخطير في الصائفة الماضية في باماكو خلال عملية تمشيط واسعة للجيش المالي، ويوجد رهن الاعتقال رفقة إرهابيين موريتانيين وإرهابي آخر من بوركينافاسو. وترفض الجزائر التفاوض مع الجماعات الإٍرهابية وهي التي أودعت قرارا بهيئة الأممالمتحدة عرف إجماع أعضائها يتضمن منع التفاوض مع التنظيمات الإرهابية وتسليم الفدية مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين. وتسعى القاعدة إلى الوصول إلى هدفها في الإفراج عن الإرهابيين الموقوفين، وأجلت للمرة الثانية على التوالي عملية إعدام الرهائن المحتجزين وتمديد مهلة قتل الرعية الفرنسي بيار كامان إلى 20 من الشهر الجاري. وطالب وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير مالي بالقيام بكل ما يمكنها القيام به من أجل تحرير الفرنسي بيار كامات. وتحدث عن الدور ''الحاسم الذي يجب أن تلعبه الجزائر في القضية''، وقال الرئيس المالي في تصريح سابق ''هناك حاجة ملحة فالخاطفون يطلبون أن تتم الأمور بسرعة وإلا فإن حياة الرهينة الفرنسي ستكون في خطر كبير''. وقال المسؤول المالي ''حتى لو أن المهلة تم إرجاؤها، يجب التحرك بسرعة''. وقالت فرنسا إن عملية الاختطاف ''جرت في أراضي مالي وهي دولة ذات سيادة ونحن نعمل معها، لقد اختطف ثلاثة إسبان وإيطاليان، إنه خطر داهم للغاية''، وتابعت ''يجب أن نعلم أن هناك خطرا حقيقيا، تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يشكل خطرا حقيقيا في كل مكان، لقد قتل عدد من الفرنسيين في موريتانيا، وأنتم تذكرون ذلك فلنحاول إذن أن نكون مفيدين''. وخلص كوشنير إلى القول ''أنا أقوم بكل ما هو ممكن لإنقاذ هذا الرجل من الموت والإفراج عنه''. وكان الفرنسي بيار كامات اختطف في 26 نوفمبر من مدينة ميناكا شمال شرق مالي، وتبنى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي اختطافه، وهدد في 10 جانفي بقتله إذا لم تفرج سلطات مالي عن أربعة من مقاتليه وأصدر بيانا، أمس الأول، يمدد فيه المهلة لاعتبارات لم يكشف عنها إلى 20 من هذا الشهر، ويبدو أن التنظيم الإرهابي حريص على إطلاق سراح رفقائه وهو المطلب الذي لم يحدث أبدا ولم يكن وإن رضخت أي بلد لمطلب إطلاق سراح إرهابيين مقابل إطلاق سراح محتجزين لدى الجماعات الإرهابية.