انتقد أبوجرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير لصحيفة ''الأحد'' الأسبوعية الفرنسية وقال فيها إن رحيل جيل الثورة عن الحكم سيسهل العلاقات بين الجزائر وباريس. وتوجه أبوجرة سطاني إلى كوشنير خلال ندوة صحفية أمس على هامش عرض قدمه برلمانيان عن الحركة قاما بزيارة لغزة الأسبوع الماضي، قائلا ''لقد استعديت شعبا وأخطأت في العنوان''، مضيفا ''إنها ليست المرة الأولى التي يطلق فيها تصريحات استفزازية ضد الجزائريين وإن مساره مليء بالعثرات''، في إشارة إلى مواقفه العدائية تجاه الجزائر منها ما صدر عقب زيارته لها في ديسمبر .2007 وبرأي أبوجرة سلطاني، فان ''بلد كوشنير لن يلد إلا كوشنير وبلد محمد لن يلد إلا محمدا''، في إشارة إلى الأفكار الوطنية التي يحملها جيل الثورة سيتوارثها جيل الاستقلال، لأنه لا توجد عائلة جزائرية لا تضم شهيدا أو مجاهدا أو معطوبا في صفوفها. وأضاف رئيس حركة حمس أن العلاقات بين الجزائروفرنسا ليست علاقات بين أشخاص، بل بين دول وشعوب وتاريخ، مشيرا إلى أن العلاقات ستكون عادية عندما تقدم فرنسا على الاعتراف بجرائم الاستعمار وتعتذر عنه وتقدم تعويضات عما اقترفته في حق الشعب الجزائري. وكان وزير الخارجة الفرنسية، قال في تصريحه إن ''العلاقات بين فرنساوالجزائر ستكون ربما أقل تعقيدا حين يغادر جيل الاستقلال السلطة في الجزائر''. على صعيد آخر، أشار أبوجرة سطاني إلى وجود طلب رسمي من حركتي فتح وحماس من الجزائر للعمل على بذل جهود لردم الهوة وتذليل العقبات بين الفرقاء وإصلاح ذات البين بين الفلسطينيين، لكن هذا الطلب لا يعني وجود وساطة جزائرية -يجزم أبوجرة سلطاني- مضيفا طلبوا منا كدولة محايدة التدخل لدى السلطات الرسمية لأجل اعتماد ورقة المصالحة الوطنية الفلسطينية في القمة العربية المقررة في العاصمة الليبية في شهر مارس المقبل. وتحدث أبوجرة عن خطر تصفية القضية الفلسطينية من الداخل، بسبب الانقسامات الداخلية وكذا استعمالها من قبل بعض الأنظمة الإقليمية للحصول على مساعدات خارجية، واتهم أبوجرة بعض الأنظمة العربية بأنها تبقي القضية على حالها. وأكد رئيس حركة حمس على تفاؤل الشراع العربي والإسلامي بتحرير فلسطين كما حدث للجزائر رغم قوة الاستعمار، واستدل على ذلك بنجاح الجزائريين في التحرير بعد 132 سنة من الاستعمار ، لو لم نقاوم ''لكان كوشنير هو رئيس الجزائريين''.واعتبر من جانب آخر أن جريمة اغتيال محمود المبحوح، القيادي في حركة حمس في دبي، جريمة إرهاببية تستوجب متابعة المسؤولين عنها بهذه التهمة، منتقدا في السياق ذاته اعتماد إجراءات تفتيش مشددة في حق الجزائريين في المطارات الفرنسية والغربية. ووصف أبوجرة مهمة الوفد البرلماني عن الحركة إلى غزة بالناجحة، مشيرا إلى أنها جاءت بعد محاولات سابقة، وأشار إلى خطة لتسيير قافلة جديدة لبرلمانيين مغاربيين لغزة وأن الفكرة تحظى بتأييد نواب مغاربة.