التزمت حركة الإصلاح الوطني بالوقوف ضد المسعى الاستعماري الجديد الذي تقوده فرنسا ودعت إلى تشكيل جبهة وطنية لتجريم الاستعمار، وحذّرت الحركة مما وصفته مزايدات داخلية تخص هذا المسعى. دعا الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني جمال عبد السلام. خلال ندوة خاصة بموضوع تجريم الاستعمار يوم أمس بالعاصمة، إلى وجوب تحرك الشعب للرد على تطاول وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير، وإقناع نواب البرلمان بالمصادقة الجماعية على مشروع تجريم الاستعمار. وتوجه بن عبد السلام بالتحذير لبعض الجهات التي تحاول إفشال مشروع تجريم الاستعمار في إشارة منه إلى حزب العمال وبعض الوجوه في الأفلان مخاطبا إياهم ''نحذر من مغبة فشل المبادرة ولواتت متاخرة، كما انننا سنتصدى لبعض الجهات الاخرى التي تريد التشكيك في المبادرة وتريد التملص من الواجب الوطني''، مؤكدا في السياق ذاته تعاون حركته مع جميع التيارات كون المبادرة تمثل عزة للجميع. وعاد بن عبد السلام ليذكر بمسعى الحركة لتجريم الاستعمار في عام 2005كون أن تجريم الاستعمار مرتبط بكرامة وشرف الجزائر وسيادتها، وليست مثلما ذهبت إليه بعض الجهات على أنها''مزاجية وظرفية''. وشدد المتحدث على أن مسعى تجريم الاستعمار سيضع حدا للاستفزازات والضغوط المتكررة وآخرها تصريحات برنارد كوشنير، معقلا ''فرنسا لم تصدق أنها طردت من الجزائر''. الأمين العام للحركة السابق جهيد يونسي، خشي أن يتكرر فشل المشروع مثلما حدث مع سابقه عام 2005قائلا: ''أخشى أن تتكرر الذرائع نفسها والتخفي وراء الرئيس وأنه أصاحب الشأن في هذه المسألة''، وبنبرة من التحدي خاطب هذه الجهة ''دعوا الرئيس يتحمل مسؤولياته لكن تحملوا مسؤولياتكم أنتم''. ولتفويت الفرصة على أصحاب الذرائع في منظور جهيد يونسي، اقترح تنظيم استفتاء شعبي حول مشروع تجريم الاستعمار، ومنها استصدار قانون شامل لن يكون مختصرا في محكمة جزائرية تتابع المجرمين الفرنسيين، ومن مطالب المروع الذي يطمح إليه جهيد يونسي ''عتراف فرنسا بجرائمها مع الاعتذار عنها والتعويض المادي والمعنوي''، كما حملت كلمة المرشح السابق نحو قصر المرادية تخوفا آخر من مشروع تجريم الاستعمار ويتجلى في جعله ضمن المزايدات بين الأحزاب السياسية. ووبين تخوفه ذاك، ذهب يونسي بعيدا في طموحاته لتجريم الاستعمار وهذا بالتحرك مع دول مستعمرة أخرى لاستصدار قرار أممي يجرم الاستعمار. عبد الرحمان سعيد الذي ناب عن أبوجرة في الكلمة، قال إن مشروع تمجيد الاستعمار هورد فعل على تمجيد الاستعمار وألا تبقى العلاقة مع فرنسا حبيسة عقدة فرنسية تغذي التوترات، وليكون دليلا على من لم يقتنع بأن الجزائر''مستقلة وسيدة''.