أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن تمسك باريس ببرمجة برنارد كوشنير، مسؤول الدبلوماسية الفرنسية، زيارة للجزائر، برغم اعتباره من قبل أوساط في دائرة التحالف الرئاسي وكذا أحزاب المعارضة شخصا غير مرغوب فيه، على إثر التصريحات الاستفزازية الصادرة عنه مؤخرا تجاه السطة والثورة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في لقائه بالصحافة إن تاريخ زيارة برنارد كوشنير للجزائر لم يتحدد بعد، مضيفا ''نحن نعمل مع الجانب الجزائري حول هذا الموضع أي لتحديد موعد للزيارة''. وكان المتحدث باسم ال''كي دورسيه'' يرد على سؤال بخصوص موعد زيارة كوشنير للجزائر والتي أعلن عن تأجيلها أكثر من مرتين. وعكس رد المسؤول الفرنسي رغبة الكي دورسيه في عدم الحديث عن هذه الزيارة، رغم تأكيده على برمجة الزيارة. وتراجعت أهمية الزيارة بعد مهمة قادها مساعدو الرئيس الفرنسي إلى الجزائر الأسبوع الماضي، حيث استقبلوا من قبل الوزير الأول أحمد أويحيى قبل العودة إلى العاصمة الفرنسية دون الكشف عن نتائج الزيارة. وبرأي الملاحظين، فإن زيارة المسؤول الفرنسي للجزائر لم تعد مناسبة في الظرف الحالي واستقبال كوشنير في مثل هذه الظروف يعتبر تراجعا جزائريا، خصوصا في ظل عودة باريس لبعث سياسة المحاور بإفريقيا وبقرب حدود الجزائر من خلال توفير الرعاية والحماية لنظام الجنرال توماني توري في باماكو المتساهل جدا مع الجماعات الإرهابية الناشطة في شمال البلاد والتي تهدد أمن دول الجور. وقام الرئيس الفرنسي بزيارة تحدي إلى مالي بعد يومين من قرار الجزائر ونواكشوط سحب سفيريهما هناك وتجميد العلاقات مع الجار المزعج الذي تحركه نوازع انتقامية، خصوصا تجاه الجزائر بسبب موقفها من النزاع بين الحكومة المركزية وأقلية التوارق والعرب في شمال البلاد المحاذية لحدودنا الجنوبية. ويكشف الخطاب الرسمي الفرنسي والانزلاقات الكلامية المحسوبة على كوشنير الذي يعد دمية في يد نيكولا ساركوزي، عن توجه فرنسا للتعامل مع السلطة في الجزائر بتشدد. وأطلق مسؤولون فرنسيون مؤخرا عبر وسائط إعلامية جزائرية استدعيت لباريس على عجل تصريحات حملت تهديدات مبطنة لاتخاذ إجراءات عقابية لم تحدد طبيعتها، مستغلة وضع الجزائر الداخلي والإقليمي وكذا برودة العلاقات الجزائرية مع حلفائها التقليديين كروسيا وواشنطن التي يبدو أنها عادت لاعتماد باريس محطة قبل المرور إلى الجزائر.