رد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني بصفة ضمنية على انتقادات عائلة الفقيد علي تونسي، عقب تصريحه بعدم وجود شهود في جريمة اغتيال المدير العام للأمن الوطني السابق.أشار زرهوني إلى وجود علاقة طيبة كانت تجمعه مع المغدور، مضيفا أنه يعرف الفقيد منذ 53 سنة وقال إن مقتله كان ''مفاجئا وغير منتظر في شكل تأبينية جديدة أراد أن يرسلها لعائلة العقيد تونسي، وصف زرهوني هذا الأخير بأنه كان ''رفيقا له في السلاح'' مركزا على تسميته ب ''سي الغوثي'' وهو اللقب الذي عرف به تونسي خلال الثورة التحريرية، في مقابلئذلك أكد الوزير وهو يوجه حديثه لرجال الشرطة بشاطوناف على ضرورة تمتين أواصر الثقة بين الدولة والمواطن، وهي التي لا تتأتى حسبه إلا عن طريق سلك أعوان الأمن تصريحات وتصرفات تتماشى ودولة القانون التي قال إنه يتعين تقويتها داخل جهاز الأمن.وقال وزير الدولة والجماعات المحلية وهو يتحدث أمام رؤساء أمن الدوائر بالمدرسة العليا للشرطة بشاطوناف أول أمس الخميس بمناسبة إشرافه على حفل اختتام دورة تكوينية ''التحقت أنا وسي الغوثي بجيش التحرير الوطني في اليوم نفسه ونعرف بعضنا البعض منذ 53 سنة وكان لنا انشغال واحد يتمثل في مصلحة الأمة والدفاع عنها''. ويفهم من كلام زرهوني أنه أراد الرد على الجهات التي تحدثت عن وجود ''خلافات شخصية'' بينه وبين العقيد تونسي، والتي سبق لها وأن تفجرت في وسائل الإعلام خلال الصائفة الماضية، حيث حاول تقديم نصائح للساهرين على أمن البلاد بعد الفاجعة التي هزت الجهاز الأمني عقب جريمة اغتيال العقيد علي تونسي من صديقه العقيد أولطاش شعيب رئيس وحدة الطيران الجوي للأمن الوطني في 23 فيفري الماضي. وأضاف الرجل وهو يتحدث بتأثر كبير وبدت على وجهه علامة الإرهاق والحسرة ''إن هدفنا الوحيد كان استقلال الجزائر خلال الثورة قبل أن ينطلق كلانا-يقصد تونسي- في عملية تشييد البلاد''. وخاض وزير الداخلية والجماعات المحلية كثيرا في حديثه عن خصال الرجل وأكد أن العقيد تونسي حمل مسؤولية كبيرة وثقيلة قبل سنة 1995 وأدار المديرية العامة للأمن الوطني في ظل ظروف صعبة للغاية، وتمكّن بحكمة وحنكة من تسيير الجهاز في أوقات عصيبة. وأكد وزير الداخلية أنّ ملف اغتيال مدير عام الأمن الوطني يستكمل حاليا إجراءات التحقيق اللازمة، مشيرا إلى أن هذه القضية تعد من صلاحيات أجهزة العدالة، وكان زرهوني قد وعد الرأي العام الوطني في وقت سابق بإطلاعه على جميع نتائج والحيثيات التي توصلت إليها التحقيقات الجارية. في سياق مغاير، أعلن زرهوني أنّ جواز السفر البيومتري سيكون جاهزا خلال السداسي الثاني لهذا العام، مشيرا إلى أنّ اعتماد جواز السفر بصيغته الجديدة سيمكّن من الحيلولة دون حدوث أي تزوير، والحرص على تطابق المعلومات الواردة في الجوازات وكذا بطاقات التعريف لاحقا. من جهة أخرى، لم يفوت زرهوني الفرصة ليرد على تصريحات وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير بالقول ''هنالك أناس تتمنى ذهاب جيل الثورة لتذهب معهم روح الوطنية، وجوابي لهم أن أنصار الفريق الوطني لا علاقة لهم بالعهد الاستعماري لكنهم أثبتوا حماسة وغيرة على الوطن وهذا جواب كاف له ولأمثاله''.