أعلنت حركة مجتمع السلم بداية استعدادها للاستحقاقات القادمة المختلفة، سواء كانت انتخابات المجالس المنتخبة من بلديات وبرلمان أو رئاسية· ودعا المشاركون في الندوة الجهوية لحمس المنعقدة الجمعة الماضية بولاية البليدة استثمار المرحلة الحالية في مضاعفة الجهود والعمل الميداني والاستعداد، إشارة إلى أن السنتين اللتين تفصلان عن تاريخ أول استحقاق انتخابي تبقيان بيضاويين انتخابيا· كما اتفق المشاركون من أعضاء رؤساء المكاتب والمجالس الشورية لولايات الوسط على القطيعة النهائية مع إفرازات المؤتمر الرابع وما خلفه من تجاذبات، والعمل على خروج مناضلي حمس وطواقمها القيادية من دائرة الجدل المغلقة إلى ساحة العمل الرحبة · كما أجمع الحمسيون على ضرورة رفع الحركة تحدي الانفتاح على مختلف أطياف الجزائريين المؤمنين بأفكارها والبحث عن آليات وفضاءات مرنة وواسعة لاستيعابهم· وفي انتظار انتهاء الملتقيات الجهوية الخمسة المنتظرة، التي ستناقش الجبهة الاجتماعية والوضع الاجتماعي العام والساحة السياسية والانفتاح، فإن حمس أعلنت بداية الاستعداد للاستحقاقات جاعلة من الانفتاح على المجتمع الجزائري إحدى بوابات ذلك، يأتي ليوحي بإن النقاشات التي دارت في صفوف الطواقم القيادة المحلية لحمس وفي هيئات التداول محليا كانت منسجمة مع ميقات المراجعات الذي أرساه البرنامج السنوي الحالي في آخر دورة لمجلس الشورى مما يفسر مجيء القرارات المتخذة في هذا اللقاء الجهوي أقرب إلى فالمحاكمةف الذاتية منها إلى تشريح الحالة· ولعل ما يرجح هذا الاعتقاد لدى المتتبعين أن بعض الأهداف التي سطرت في هذا الملتقى مثل الانفتاح والقطيعة مع الجدل ليست إلا الوجه الآخر لعملة أخطاء تكون قد ارتكب بعضها بعد المؤتمر الرابع وبعضها الآخر استصحبته الحركة من ميراث ما قبل المؤتمر الثالث، وبالأخص كبح جماح الحركة الانفتاحية على الآخر وتفويت فرصة تجديد دمها بطاقات جديدة بدل استهلاك الموجود· ومهما يكن من أمر فإن شجاعة المشاركين في ملتقى البلدية تكون دفعت باتجاه محاولة تحويل الأخطاء إلى فرص للنجاح خاصة في ظل الإمكانيات الكبيرة المتاحة لحمس وفرص تجديد خزانها في أوساط الجزائريين·