استغرب، أمس، المندوبون في المؤتمر التاسع لجبهة التحرير الوطني، سقوط اسم نائب رئيس مجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة، الذي يعتبر أحد أقطاب الحزب العتيد رفقة قياديين آخرين من العضوية في إحدى اللجان التي عينها مكتب المؤتمر. أثارت قائمة أعضاء اللجان التي عينها مكتب المؤتمر التاسع برئاسة عبد العزيز بلخادم، تساؤلات وسط عدد كبير من المشاركين لإغفالها أسماء قيادات لها وزنها داخل الحزب العتيد على غرار عبد الرزاق بوحارة والسعيد بوحجة، وهو ما فتح باب التأويلات على مصراعيه والتي لم تخرج في معظمها عن سياق الربط بين الخلاف القديم والمعلن بين بلخادم وبوحارة وسقوط اسم هذا الأخير من عضوية اللجان المشكلة في المؤتمر. الأمر الذي جعل هؤلاء يصفون الموقف بأنه تعمد إقصاء هذا الأخير، لكن مصادر قيادية من داخل مكتب تسيير المؤتمر نفت ذلك جملة وتفصيلا وبررت الأمر بأنه مجرد سهو في الإجراءات سيتم تداركه سريعا، وهو ما تم بالفعل حيث سرعان ما أعيد إدراج اسم بوحارة على رأس اللجنة التي أشرف عليها منذ إعلان اللجان التحضيرية التي أعدت أوراق المؤتمر التاسع قبل أكثر من 65 شهرا. ولم يفهم الكثير من المؤتمرين الحاضرين في المؤتمر التاسع لجبهة التحرير الوطني، ما حدث في أشغال المؤتمر التاسع في يومه الثاني عندما شرع أعضاء المكتب في مناداة أسماء المندوبين الذين عينوا في عضوية إحدى هذه اللجان القانون الأساسي، الهياكل، المرجعيات والمنطلقات الفكرية، الترشيحات، البيان السياسي، العلاقات الخارجية، ورسالة الفاتح نوفمبر، خاصة مع سقوط عدد من الأسماء على غرار عبد الرزاق بوحارة والسعيد بوحجة وعبد الله بولسنان، إضافة إلى خلو القوائم من الأسماء المحسوبة على التيار ''البن فليسيين''، بعدما اعتمد مكتب المؤتمر برئاسة الأمين العام للحزب الذي جددت فيه المؤتمر التاسع الثقة لعهدة ثانية، على ما يعرف بالحرس القديم للحزب العتيد. وكذا توزيع وزراء الأفلان على كل اللجان، وهو ما فسره البعض من المتتبعين على أن بلخادم قام بتوزيع عيونه داخل اللجان المختصة. إقصاء أو إبعاد عبد الرزاق بوحارة من العضوية في إحدى اللجان الأربع، خلق نوعا من الاستفهام في أوساط المؤتمرين، خاصة وأن الرجل ينتظر تنصيبه على رأس لجنة تحضير الذكرى ال 56 لاندلاع ثورة التحرير، غير أن إرادة مكتب المؤتمر كان لها ما أرادت، قبل أن يتفطن بلخادم لهذه الهفوة ويستدرك الأمر، ويخطب بعدها في العامة من المندوبين بان اسم بوحارة سقط من قائمة لجنة تحضير الذكرى ال 56 لاندلاع ثورة التحرير سهوا وليس قصدا، في بادرة لحفظ ماء الوجه. من جهته، لم يستسغ القيادي الأسبق في حزب جبهة التحرير الوطني، وعضو مجلس الأمة السابق، عبد الله بولسنان، إقصاءه من التواجد داخل لجنة من اللجان التي عينها مكتب المؤتمر التاسع للأفلان في يومه الثاني. استفسر عبد الله بولسنان أمس من الأمين العام للأفلان ورئيس مكتب المؤتمر التاسع عبد العزيز بلخادم، عن الأسباب الحقيقية التي دفعت باللجنة التحضيرية للمؤتمر إلى إعطائه صفة مشارك في أشغال المؤتمر، قبل أن تتدارك الخطأ وتسارع إلى تصحيحه لتعيد صفة مندوب لشخصه، بالرغم من انتخاب القاعدة له، لتأتي في مرحلة ثالثة مكتب المؤتمر ويقصيه من التواجد في لجنة من اللجان المعينة والمتمثلة في لجنة القانون الأساسي، الهياكل، المرجعيات والمنطلقات الفكرية، الترشيحات، البيان السياسي، العلاقات الخارجية، ورسالة الفاتح نوفمبر. وجاء رد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي جدد المؤتمر التاسع فيه الثقة لعهدة ثانية، ليميط اللثام عن هذا الخطأ بعدما منح الحرية لشخص عبد الله بولسنان الانضمام إلى أي لجنة شاء، عدا لجنة الترشيحات التي أقفلت العضوية فيها نهائيا سحب بلخادم لتفادي أي سيناريو لا يخدم المؤتمر، في إشارة واضحة إلى حدوث تجاوزات أو تزوير مثلا، غير أن كلام الرجل الأول في الحزب العتيد لم يعجب كثيرا بولسنان، خاصة بعدما أصر بلخادم على أن أي تأويل لهذا الخطأ مرفوض، وأن الحديث عن إقصاء أو تهميش لن يجد له محلا من الإعراب. من جهتهم، تساءل عدد من المناضلين الشباب الذين حضروا أشغال المؤتمر التاسع بصفتهم مندوبين، عن كيفية التعامل مع شرط الأقدمية الذي ينص عليه قانون انتخاب أعضاء اللجنة المركزية في المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي يهدد -حسبهم- وجود العنصر الشبابي وبدرجة أقل النساء من الهيئات القيادية للأفلان. ولم يعلق شباب الأفلان أمالا كثيرة في الوصول إلى اللجنة المركزية للحزب، رغم أن نسبة المؤتمرين من الشباب الذين يقل سنهم عن 30 سنة هي 39 بالمئة، في حين وصلت نسبة النساء المؤتمرات 17 بالمئة، وأن تأكيد قيادات الأفلان على حتمية تشبيب التشكيلة، وتشديد عبد العزيز بلخادم على إشراك أكبر للشباب والنساء في المنظومة الجبهوية، بما يكفل تمكين الشريحتين المذكورتين من التواجد بقوة ضمن تركيبة الهيئات القيادية للحزب، إضافة إلى دعوة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالته إلى المؤتمرين في افتتاح أشغال المؤتمر التاسع، إلى تشبيب النضال في الحزب العتيد.