استقبلت نهاية الأسبوع الماضي، مصالح برنار كوشنار بالكيدورسي مقر وزارة الخارجية الفرنسية، فرحات مهني زعيم ما يعرف بحركة ''الماك'' الذي حظي بلقاء السيدة ليجوندر مسؤولة فرع الجزائر بالخارجية الفرنسية. أكد بيان ما تعرف بالحركة من أجل الحكم الذاتي في منطقة القبائل، بمكتبها في باريس ، أن اللقاء الذي جمع مسؤولة فرع الجزائر مع فرحات مهني المصحوب بأرزقي بوسعيد رئيس مكتب باريس وكذا جميلة أمقود عضو المكتب التنفيذي، تناول خصوصا ما أسماه زعيم ''الماك'' الطبيعة المأساوية للعلاقة بين باريس ومنطقة القبائل إضافة للعلاقة بين منطقة القبائل والجزائر. وبعدما سمحت باريس لمهني بالتحدث عن علاقة منطقة القبائل بباريس، راح هذا الأخير يدعي بأن ولايتي تيزي وزو وبجاية تشهدان دون غيرهما اكتساحا للعسكر وانتشارا في بلديات الولايتين لعناصر الدرك الوطني وبعض عناصر قوات الأمن الخاصة، قبل أن ينتقل مهني المعروف بولائه للموساد واللوبي الصهيوني إلى الادعاء بأنه يخشى وقوع مجزرة أخرى في المنطقة. وفي سياق ترديده لأكاذيب قديمة، دعا مهني الذي زار إسرائيل مرتين بجواز سفر مزوّر انتحل فيه شخصية كاري لويس عبر مطار تل أبيب، المسؤولين في باريس لحماية المنطقة والحيلولة دون وقوع ما أسماه مجزرة في حق سكان منطقة القبائل. وليست المرة الأولى التي يخرج فيها مهني بدعاوى شاذة ضد الجزائر في عدد من العواصمالغربية وبالأخص الفرنكوفونية منها على غرار كندا، حيث كشف لأول مرة عن مخطط تقسيم الجزائر إلى ثماني مقاطعات للحكم الذاتي مستغلا بذلك وقوع أحداث منطقة القبائل المعروفة بالربيع الأسود، على إثر مقتل الشاب مسينيسا قرماح على يد دركي لم تتردد العدالة في تطبيق حكم القانون عليه. كما طالب مهني مزيدا من الاهتمام الإعلامي في فرنسا بما أسماه الجالية القبائلية وتمكينهم من تدريس القبائلية في بعض مدارس الضواحي. وإذ علم أن الدبلوماسية الإسرائيلية خافيت ماريزان وصفت فرحات مهني ''بالصديق الذي يحظى باهتمام كبير جدا من قبل السلطات الإسرائيلية على أساس دعم الأقليات القبائلية في كل من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا''، يمكن أن يفهم لماذا تحاول باريس المريضة حسب آخر تقرير لوسيط الجمهورية وباريس المأزومة التي تتألم ولا تتقدم حسب الفرنسيين من غير اللوبي اليهودي في هذا البلد أن تنبش في أكذوبة ووهم فرق تسد الذي اخترعته فرنسا العجوز إبان حقبة استعمارها الجزائر، وحاولت من خلاله أن تبعث الحياة في ابن الأنابيب أو ما يسمى الظهير البربري في ثلاثينيات القرن الماضي من المغرب وكانت وسائل إعلام وطنية قد نقلت عن الملحقة العسكرية بالسفارة الإسرائيلية ببوخارست العاصمة الرومانية السيدة زهرة شارووت، ''إن فرحات مهني تلقى دعما من إسرائيل بمليون أورو من المجمع اليهودي الأمريكي الذي ينشط في إطار تهويد المسلمين وتمجيد دولة إسرائيل الكبرى واجتمع مع كبار الموصاد''. جملة هذه المعطيات تأتي لتؤكد الحملة الشرسة التي يقودها أبناء منطقة القبائل الأحرار على بعض المواقع الإلكترونية ذات التوجه القبائلي وانتقادها الشديد للعلاقة غير الشرعية بين هذه المواقع وبين بعض المواقع الإسرائيلية كما تفسر جملة المعطيات الواردة بشأن مهني إصرار هؤلاء القبائل على التمايز عن مسعى فرحات مهني الذي نصب نفسه بلا مسوغ شرعي متحدثا باسم منطقة القبائل والحقيقة كما تبينت إنما يتخذ منها سجلا تجاريا لأكل المال السحت. ومهما يكن من أمر فإن الجزائر لم تسكت على حماقة باريس غير المسبوقة وإن علم أن صوت رد صاع ساركوزي ووزيره الغارقين إلى الأذقان ولاء للصهيونية العالمية لن تكون جعجعة بلا طحين حينها ستعرف باريس وقع الحماقة وأبعاد القضية لو أن الجزائر استقبلت زعماء ''إيتا'' الانفصالية في الباسك المتنازع عليه.