عاد الشك من جديد إلى جنوب إفريقيا حول قدرة حكومة جوهانسبورغ على توفير الأمن خلال دورة كأس العالم المقبلة التي تستضيفها بلاد نيسون مانديلا الصيف المقبل لأول مرة في تاريخ إفريقيا، وذلك بعد مقتل زعيم يميني متطرف أول أمس، الأمر الذي أعاد حسابات جنوب إفريقيا إلى نقطة الصفر بعد المساعي الكبيرة التي قامت به الدولة لإقناع المجتمع الدولي بقدرة جنوب إفريقيا على استضافة بطولة عالمية من حجم كأس العالم في أحسن الظروف التنظيمية والأمنية على وجه التحديد، لكن حادثة الاغتيال المفاجئة التي راح ضحيتها الزعيم اليميني المتطرف أوغين تير بلانش المؤيد لسياسة الفصل العنصري. جاءت في وقت حساس جدا بالنسبة لجنوب إفريقيا التي بدأت في عد الأيام التنازلية لافتتاح مونديال 2010 يوم 11 جوان المقبل. ففي غمرة تصاعد التوترات العنصرية في جنوب إفريقيا، قتل أمس الأول، زعيم اليمين المتطرف في جنوب إفريقيا أوغين تير بلانش المؤيد لسياسة الفصل العنصري، في تطور طرح مخاوف حول إمكان دخول البلاد في موجة عنف، خصوصاً بعد إعلان جماعة بلانش نيتها الانتقام له بأي ثمن، مهددة في نفس الوقت امن المونديال وواضعة الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا'' ورئيسه السويسري جوزيف بلاتير في مأزق كبير قبل أقل من شهرين على إعطاء إشارة انطلاق العرس الكروي العالمي.وكانت جنوب إفريقيا قد تعرضت لحملة إعلامية أوروبية مسعورة مباشرة بعد إعلان استضافتها دورة 2010 بسبب الارتفاع المخيف لمعدلات الجريمة في هذه الدولة الإفريقية التي لازالت تعيش إلى غاية اليوم ويلات حكم التمييز العنصري رغم زواله، لكن الاتحاد الدولي كان دائما وراء ملف جنوب إفريقيا وساند بقوة اختياره لهذه الدولة الإفريقية رغم الهاجس الأمني الذي ظل دوما بمثابة شوكة في حلق بلاتير وهيئته، غير أن جريمة قتل الزعيم اليميني المتطرف لن تمر مرور الكرام بالنسبة للمعارضين لإقامة كأس العالم بالقارة الإفريقية، ومن شأنها أن ترهن نجاح البطولة العالمية المقبلة في ظل التهديدات التي أطلقها أتباع هذا الزعيم المتطرف. وأعلنت الشرطة أن تير بلانش (69 عاماً)، زعيم ''حركة المقاومة الإفريقية'' التي تمثل البيض المعارضين لإلغاء نظام الفصل العنصري، قتل إثر شجار مع اثنين من عماله في مزرعته شمال غرب البلاد. وأشارت الشرطة إلى أن القاتلين (15 عاما و21 عاماً) اوقفا ووجهت إليهما تهمة القتل، و''قالا للشرطة إن الشجار وقع لأنهما لم يتقاضيا أجورهما. وقال أندريه فيزاغي، العضو البارز في ''حركة المقاومة الإفريقية''، التي تؤمن بسيادة البيض، إن مقتل زعيمها هو ''إعلان للحرب'' من جانب السود ضد البيض. وتوعد بالانتقام، قائلاً إن جماعته ستحذر فرق كرة القدم بمقاطعة مباريات كأس العالم لعام 2010 في جنوب إفريقيا على صعيد آخر، دعا رئيس جنوب إفريقية جاكوب زوما إلى الحفاظ على الهدوء بعد مقتل زعيم اليمين المتطرف من البيض في البلاد يوجين تيربلانش، ما أثار مخاوف من تصاعد التوتر العنصري. وقالت الشرطة: إن الزعيم العنصري تيربلانش (69 عاماً) ضرب حتى الموت بأنابيب ومناجل في مزرعته شمال غرب البلاد، وذكرت التقارير أنه يُعتقد أن تيري بلانش قُتل على خلفية نزاع نشب مع اثنين من العمال الذين كانوا يعملون لديه ولم يتلقوا أجورهم. ووجهت الشرطة تهمة القتل إلى اثنين من العمال السود لديه. لكن حزبه حركة المقاومة الأفريكانية قال: إنه ضرب حتى الموت في هجوم له دوافع سياسية واضحة وقال إندري فيساجي المتحدث باسم الحركة ''سنتخذ قراراً بشأن التصرف الذي سنقوم به انتقاماً لمقتل السيد تيربلانش''. وقال زوما: إن على المواطنين عدمَ السماح لأحد باستغلال الوضع لإثارة الحقد والكراهية العنصرية، كما وصف مقتله بأنه ''أمر رهيب''. ويأتي الحادث في توقيت سيئ للغاية بالنسبة لجنوب إفريقية التي تستعد لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد أسابيع. ووسط موجة من تنامي القلق بشأن ازدياد معدل الجريمة في البلاد. وزادت مخاوف من تصاعد الاستقطاب العنصري بعد أن أنشد زعيم رابطة الشبان لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم أغنية من حقبة الفصل العنصري تقول ''اقتلوا البوير''، وسارعت حركة المقاومة الأفريكانية بالربط بين هذه الأغنية ومقتل تيربلانش الذي كان يصف نفسه دائماً بأنه من البوير. ولمع نجم تيربلانشي في أواخر ثمانينيات القرن الماضي بسبب تزعمه لحركة نادت ب''تفوق العنصر الأبيض'' ودعت إلى وضع حد للجهود التي سعت لإنهاء نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) السابق في جنوب إفريقيا.