أكد مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن بلاده تشدد على ضرورة اتفاق جميع الدول على مسألة عدم التفاوض مع الجماعات الإرهابية وتقديم تنازلات لها مقابل إطلاق سراح الرهائن. وقال جيسون سمول، نائب مكتب غرب إفريقيا في وزارة الخارجية الأمريكية، إن ''سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية وسياسة دول أخرى هي عدم تقديم تنازلات لخاطفي الرهائن''، مضيفا ''لكن هناك دولا أخرى لا تشترك معنا في هذه النظرة، لكننا نعمل على أن تقتنع بطرحنا''. في إشارة ضمنية إلى فرنسا وبعض الدول الأوروبية التي أبرمت صفقة مع التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل بوساطة من الحكومة المالية، التي أسفرت عن إطلاق سراح عناصر إرهابية مطلوبة من قبل الجزائر وموريتانيا مقابل الإفراج عن الرعية الفرنسي بيار كامات شهر فيفري الماضي. وأوضح نائب مكتب غرب إفريقيا في وزارة الخارجية الأمريكية، في حوار مطول أجرته معه صحيفة الحياة اللندنية أمس بخصوص قضية دفع الفديات للجماعات الإرهابية، ''إن الخطف عمل مثير للاشمئزاز والكثير من الذين خطفوا بقوا معتقلين لشهور كما تعرض بعضهم للقتل، ولذلك فإن هذا الأمر يمثّل مصدر قلق كبيرا، مضيفا بالقول ''لذلك علينا أن نعمل معاً لتنسيق مواقفنا وسياساتنا''. وجدد المسؤول الأمريكي موقف بلاده بخصوص قضية التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة في منطقة الساحل الإفريقي، وقال ''إن فرع القاعدة المغاربي يمثل تهديدا فعليا لدول الساحل الإفريقي''، مشيرا حسبه إلى وجود اختلاف في وجهات النظر بين حكومات المنطقة بخصوص هذا التنظيم الإرهابي، وأضاف ''إن هذا التنظيم لا يمثل تهديدا في وضعه الحالي لحكومات المنطقة لكنه يشكل تهديدا كبيرا لأمريكا''. وقال المتحدث: ''إذا نظرنا إلى رد فعل دول المنطقة نفسها فإننا نعرف أنها تأخذ التهديد الذي يمثّله التنظيم بشكل جدي''، مضيفا ''لكنني لم أسمع أحداً (من قادة المنطقة) يقول إن التنظيم يمثّل تهديداً للحكومات نفسها، غير أن الإرهاب يمثّل تهديداً لنا جميعاً''، وعلى هذا الأساس ''فإننا نعمل في شراكة للتصدي لمثل هذا النوع من التهديدات''. وأوضح جيسون ''يجب أن ننظر إلى كيف تنظر دول المنطقة نفسها إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. إن إيديولوجيا القاعدة وتكتيكاتها لا تشترك فيها الغالبية العظمى من شعوب المنطقة، حيث ينشط هذا التنظيم الذي يمثّل في الواقع حالة شاذة وليس موضع ترحيب. وفي الواقع هناك جهود تقوم بها دول المنطقة لاحتواء قدرة التنظيم على العمل، ونحن من جهتنا نأخذ نشاطات فرع القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مأخذ الجد، فقد خطف رهائن ونفّذ عمليات إرهابية''. ويتمثل الدور الأمريكي في المنطقة، حسب المتحدث، في تقديم مساعدات تتضمن معلومات استخباراتية لدول الساحل من أجل التصدي للإرهاب والعمل على تدريب جيوش المنطقة وفق برنامج محدد تتولاه منظمة ''يو أس إيد''.