دعا الحزب القومي البريطاني الذي يشارك في الانتخابات العامة الشهر المقبل، في برنامجه الانتخابي إلى وقف هجرة المسلمين إلى بريطانيا، باعتبارها تشكل''خطرا مميتا'' للبلاد على حد تعبيره. دعوة الحزب تعد سابقة في الخطاب السياسي في بريطانيا، إذ أن زعيمه''نك جريفين'' دعا إلى وقف الهجرة من كافة الدول الإسلامية وتبني خطة تقضي بمنح البريطانيين المنحدرين من أصول إسلامية حوافز مادية لإقناعهم''بالعودة إلى مواطنهم الأصلية''. وإن كان الحزب القومي البريطاني لا يحظى بتأييد كبير، إذ لم يفز إلا بأقل من % 1 من مجموع الأصوات في الانتخابات العامة الأخيرة التي شهدتها بريطانيا عام 5002 إلا انه نجح في إيصال اثنين من أعضائه إلى عضوية البرلمان الأوروبي في الانتخابات الأوروبية التي جرت في العام الماضي، ويسعى إلى الفوز بأول مقعد له في مجلس العموم من خلال ركوب موجة التخويف من الإسلام وتجريم المهاجرين. بريطانيا التي عرف عنها حرصها على التسامح وقبول الاختلاف العرقي والديني والثقافي، ويتمتع فيها المسلمون بحرية كبيرة في ممارسة شعائرهم مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية، شكل فيها هذا الحزب نشازا سياسيا من خلال الترويج لخطاب عنصري غير مسبوق على غرار أن البلاد أصبحت ''مزدحمة'' بالسكان وآن الأوان لإغلاق الأبواب'' و''يجب إيقاف الهجرة من البلدان الإسلامية تماما، لأن هذه الهجرة تشكل أكبر تهديد لبقاء أمتنا'' وأن'' الإسلام لا يتلاءم مع الأنظمة الديمقراطية العلمانية المعاصرة''. غير أن أغلبية البريطانيين ترى أن هذا الحزب متطرف، ويتبنى سياسات تتعمد نشر الفرقة في صفوف المجتمع.