لوحظ في جولة قامت بها البلاد يومي الخميس والجمعة، عبر شوارع قلب العاصمة، غياب تام للملصقات التي تحمل صور المترشحين الستة للانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع من أفريل المقبل. وتبين من خلال الجولة التي قادتنا الى مختلف شوارع العاصمة، أن الملصقات الإشهارية الخاصة بصور المرشحين لرئاسيات الشهر القادم، تلعب دورا هاما في صناعة قرار الناخب وبلورة موقفه تجاه المشهد السياسي الراهن. وأول ما لفت انتباهنا، انتشار صور المترشحين على مستوى الجدران، الأعمدة الكهربائية ومداخل العمارات بطريقة عشوائية. في حين بقيت المساحات المخصصة لها فارغة أو سجلت اكتساح صورة مرشح واحد للمساحات الخاصة بباقي المترشحين. كما لاحظنا عدم اكتراث المواطنين، لانشغالهم بقضاء حاجاتهم في آخر الأسبوع، بالملصقات التي بدت ممزقة على بعض الألواح المخصصة لذات الغرض. وفي أول رد فعل لهم حول الرئاسيات، تباينت آراء الشبان الذين سألتهم البلاد عن انطباعاتهم. وعن سؤال حول موقفهم من الاستحقاق الرئاسي وأساليب الدعاية لها، علق (نسيم.س)، 29 سنة، على الوضع، قائلا: الفوضى وجدت طريقها بولوجها كروموزومات المترشحين الخمسة، خصوصا أولئك الذين يعتمدون طريقة التمزيق أو الانتشار العشوائي، مضيفا أن عبد العزيز بوتفليقة نجح في إدارة حملته والدليل تواجد صوره بأحجام متفاوتة في شتى الأماكن، وهو دليل قاطع على اهتمامه بتوجهات شعبه. كما كشف (ل•ك) 36 سنة، أن صور المترشحين الموزعة في مختلف أزقة العاصمة، خلقت لدي فضولا للتقرب من مجريات الساحة السياسية ورغبة جادة في منح صوتي، بعد أن أعلنت مقاطعتي للانتخابات في وقت سابق''، مؤكدا في ذات السياق،''أن الملصقات الإشهارية مفتاح آخر، إلى جانب البرامج الانتخابية والشعارات، لإقناع المواطن بضرورة المساهمة في بناء مصير الأمة على أسس الديمقراطية التي يكرسها القانون الجزائري. واعتبرت (كريمة.م)، 28 سنة، أن الملصقات الإشهارية للمتنافسين، ضرورة يمليها عصر المعلومات وإشارة عميقة تعكس وعي المترشح ومسايرته للأحداث، مضيفة لن أمنح صوتي لمن سجل غيابا في حياة المواطن العادي، والصورة أفضل مؤشر على ذلك ومعيارا أستند عليه لبناء قناعاتي. واستاء طالب بالجامعة المركزية، من ظاهرة تمزيق الملصقات، وصنفها ضمن خانة الأعمال التي لا تمت للتحضر والأخلاق بصلة، داعيا جميع شرائح المجتمع لبناء موقف صارم تجاه الوضع. في حين، أشار بعض المواطنين الذين صادفتهم البلاد، إلى افتقاد بعض المترشحين، على غرار محمد سعيد وفوزي رباعين، لقاعدة رصينة تهدف إلى صياغة مقومات متماسكة للعبة السياسية وهي المال، مما ينعكس سلبا على تغطية تكاليف حملتهم الانتخابية. وأضاف (م.ك)، 23 سنة، طالب بمعهد العلوم السياسية والإعلام، أن هناك اختلالا في الموازين المالية التي بلغت حد التخمة للبعض وجمع الفتات للبعض الآخر. كما اعتبر (منير.ب) 25 سنة، غياب صور بعض المرشحين من حلبة الصراع يهدد إمكانية فوزهم، مضيفا أن أنجع وسيلة للتقرب من الناخب ونيل ثقته، هي العمل على ترسيخ صورته في أذهان جمهوره وضمان مرافقتها له.