لا يوجد اثنان بدون ثلاثة، هذا مذكور في القرآن الكريم بعد أن أرسل الله اثنين وقفى بثالث! وموجود في المثل الفرنسي الشهير الذي يفيد ما ملخصه أن بعد كل واقعتين، لابد أن تأتي الثالثة.. دون تحديد أو ذكر القانون الذي تستند إليه! في السياسة تولي الواحد عهدتين من البلدية وحتى الرئاسة يعني أن العهدة الثالثة مضمونة ولا غبار عليها. وهذا هو السبب الذي جعل النظام الأمريكي يمنع مثل الرئيس من الترشح لعهدة ثالثة ولو كان محبوبا ومرغوبا جماهيريا وهو نفس المبدأ الديمقراطي المطبق في فيدرالية روسيا. ولكن هذا القانون يبقى غير مفهوم فيما يتعلق مثلا بسقوط الطائرات! قبل أشهر معدودات، سقطت طائرة الرئيس البولوني الذي ذهب لروسيا للترحم على أرواح محاربيه بعد أن افترسهم الدب الروسي (المرحوم)! وبعدها سقطت طائرة ليبية في رحلة من بلاد مانديلا إلى بلاد القذافي. واليوم تسقط طائرة هندية بمن فيها في رحلة قادمة من دبي، سقوط الطائرات يبدو أن مرده عائد هذه السنوات إلى أخطاء بشرية، تماما مثل معظم حوادث المرور في الطرقات. ولا دخل للتكنولوجيا فيها، ولكن تتابع حالات السقوط في كل مرة تسقط أولى فتتبعها ثانية وثالثة وربما رابعة ظل حتى اليوم لغزا محيّرا رغم أن بعض التحاليل تذهب إلى كون العامل النفساني عند الطيارين الذين يفزعهم الخبر الأول الأكبر يجعلهم في وضع غير عادي عند الهبوط أو الإقلاع خاصة، وهي من أصعب الأمور. ومع ذلك، فإن هذا التفسير الذي يجعل رأس الفرطاس قريبا لربه في كل مرة تسقط الجرة، ولا تختار إلا رأسه للوقوع عليه، غير مقنع تماما. إذا لم نأخذ بعين الاعتبار أسلوب المنافسة السائدة بين شركات الطيران كما بين شركات تضييع السيارات القائمة على تشويه ماركة لأخرى! يكون ضجتها في الغالب أناس أبرياء مثلما يذهبون في المعارك السياسية والانقلابات وحتى الهروب الأهلية التي تشرد الملايين ممن لا جمل لهم ولا ناقة إلا لكونهم كانوا سائرين مثلما هم أصحاب الطائرات راكبين!