انطلقت أمس، في حدود الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي الواحدة ظهرا بالتوقيت الجزائري، سفن ''أسطول الحرية'' من مكانها الذي توقفت فيه لمدة أربعة أيام بالمياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط باتجاه شواطئ غزة، وكانت سفن الأسطول قد اكتملت أمس بوصول باخرة ''تشالنجر ''1 التي أقلت على ظهرها مجموعة من المتضامنين الأوروبيين من بينهم نائبتان في البرلمان الألماني الأولى عضوة بلجنة الدفاع والثانية بلجنة حقوق الإنسان في البونتستاغ. وبذلك فقد وصل عدد السفن المشكلة ''لأسطول الحرية'' وقت مغادرته أعالي البحار باتجاه القطاع 6 سفن 3 لحمل الركاب والأخرى مخصصة للشحن، من بينها السفينة الجزائرية الأكبر في الحملة والتي طافت أمس في محيط باخرة الركاب حاملة الراية الوطنية تحت تهليلات وتصفيقات جميع الوفود الأخرى. في حين تخلفت سفينة ''راتشيل كوري'' الإيرلندية عن اللحاق بركب القافلة بعد تعطل آخر مسها في عرض البحر المتوسط أعاقها عن الوصول في الوقت المتفق عليه، ما جعل المشرفين على الأسطول يتخذون قرارهم بالمغادرة إلى غزة للوصول إلى نقطة التواجه مع البحرية الصهيونية في ساعات النهار لتفويت فرصة المباغتة والمداهمة الليلة التي كانت تفضلها القوات الخاصة الإسرائيلية للقيام بعملية الاقتحام التي أطلقت عليها تسمية ''رياح السماء''. من جهته، كشف أمس، رئيس منظمة الإغاثة التركية بولاند يلدرم، أن وزارة الدفاع الصهيونية قررت توسيع مدى مناوراتها البحرية إلى خارج المياه الإقليمية لغزة بحوالي 68 ميلا بحريا، وقال المسؤول الأول في ''إي هاها'' خلال ندوة صحفية عقدها أمس على ظهر سفينة ''مرمرة الزرقاء'' رفقة ممثلين عن أعضاء الوفد الأوروبي، ''وصلتنا معلومات مؤكدة أن البحرية الإسرائيلية توغلت بمناوراتها العسكرية إلى داخل المياه الدولية بأكثر من 68 ميلا بحريا''، مضيفا ''أن هذا الأمر في حد ذاته يعد قرصنة بحرية غير مسبوقة في تاريخ المساعدات الإنسانية''. في سياق مغاير، وبمجرد انطلاق السفن إلى وجهتها، استدعت القيادة التركية جميع الأطباء المتواجدين على ظهر باخرة ''مرمرة الزرقاء'' لإعطائهم تعليمات وإرشادات حول طريقة التعاطي مع أي طارئ قد ينتج أثناء المواجهة مع الإسرائيليين، خصوصا وأن الأصداء التي وصلت تحدثت عن استعمال الجنود المهاجمين الغازات المسيلة للدموع لتشتيت أي تحضيرات دفاعية داخل السفينة وهو ما استدعى تحضير فريق طبي خاص للتعامل مع هذا الوضع. وتعيش الوفود حالة من الاستنفار والتأهب للمواجهة الحتمية التي باتت تقترب مع مضي الساعات 18 التي سيستغرقها الأسطول لولوج المياه الإقليمية لقطاع غزة، وهو ما لمسناه عند تجوالنا بين أركان السفينة، فالكل هنا صار يفتش في حقائبه عن الألبسة المناسبة لمواجهة أوضاع من هذا القبيل، لا هندام النوم ولا النعال الخفيفة ستكون مناسبة لهذا المقام، حتى قيادة السفينة جهزت نفسها واتخذت جميع ما يلزم لسيناريوهات المواجهة، وهذا ما لمسناه في حالة الجهوزية التي بدت جلية في طريقة لبس وتحرك فريق كبير من العناصر الشابة الأتراك ذوي البنية الرياضية المساعدة على الصمود في أي عملية التحام جسدي مع الجنود الصهاينة، وما بدا واضحا أكثر في التحضيرات الجارية على ظهر السفينة هو تخصيص كاشفات ضوء عملاقة للمساعدة على الرؤية في الليل وكذا تخصيص مجموعة من الغواصين لفحص بواخر الأسطول مخافة تعرضها لأي تخريب من قبل الجهات الإسرائيلية. ثمّن صمود واستعداد الوفد الجزائري ضمن قافلة ''شريان الحياة ''4