اتهمت منظمة ''إيمرا'' الأمريكية المهتمة برصد وتقفي آثار وتطورات العلاقة بين العالم العربي و''إسرائيل''، المنظمة الإنسانية التركية ''إي ها ها'' التي حملت على عاتقها مسؤولية كسر الحصار على غزة من خلال تنظيم أسطول الحرية قافلة شريان الحياة أربعة، بدعم ما أسمته ب ''الإرهاب والإسلام الراديكالي''، اعتمادا على تقارير أعدها هذا الأسبوع مركز مختص في الاستعلامات وتقفي آثار الإرهاب بالولاياتالمتحدةالأمريكية. ولم تجد المنظمة الأمريكية ذات الأجندة الصهيونية والتي تمثل أحد امتدادات اللوبي اليهودي في دواليب المجتمع الأمريكي، غير محاولة اتهام المنظمة الإنسانية التركية بأنها كانت على علاقة بالجزائري احمد رسام المسجون بتهمة التخطيط لارتكاب عمليات إرهابية خلال الاحتفالات بالألفية بمطار لوس أنجلس في الولاياتالمتحدة. وأضافت المنظمة الأمريكية اعتمادا على مصادر وصفتها بالموثوقة، أن المنظمة الإنسانية التركية دعمت جماعات إرهابية في السابق، في البوسنة والشيشان والعراق وسوريا . واعتمدت على أقوال أحمد رسام أمام القاضي الفرنسي ''بروقيار'' رغم أنه أكد حينها أن المنظمة التركية هي منظمة خيرية إنسانية، إلا أن أصحاب التقرير أبوا إلا أن يقدموا قراءة مغايرة من خلال تحميل أقوال رسام ما لا تحتمل بادعائهم أن الذي نقل أقوال رسام يكون قد خانه الفهم وسوء التعبير في محاولة منهم لإقامة علاقة بين رسام والمنظمة التركية، بعدما أكدوا في تقريرهم أن ذات المنظمة أثير اسمها غير ما مرة في التحقيقات. وتزامنا مع ما بدأت تبشر له الدوائر الأمريكية التي نصبت نفسها منذ أحداث سبتمبر 2001 المثيرة للجدل، مصدرا لتوزيع شهادات حسن السلوك وإطلاق وصف ''الإرهاب'' على المنظمات والجمعيات والأحزاب في العالم الإسلامي حسبما يخدم سياساتها، دعا المؤتمر اليهودي الأوروبي المؤسسات الأوروبية إلى تصنيف منظمة ''الاي ها ها'' في خانة المنظمات الداعمة للإرهاب. ولم يكن من الصدفة أن يتزامن تحرك الدوائر الأمريكية ترويجا لتهمة الإرهاب، في نفس الوقت الذي تتحرك في الجماعات اليهودية في أوروبا للضغط على''أي ها ها'' وهو الظرف الذي تحركت فيه الحكومة الفرنسية للضغط على قناة الأقصى في محاولة لخنق صوت غزة بدعوى أن القناة تروج لخطاب عدائي وديني متطرف، حسبما قالت الخارجية الفرنسية. من جهته قال عزت شهين منسق ''أي ها ها'' في الدول الغربية ، للبلاد في اتصال هاتفي أمس من تركيا، إن إسرائيل بارتكابها حماقة الاعتداء على أسطول الحرية لم تجد من مخرج لمأزقها غير المنفذ المعهود وهو منفذ قلب الحقائق والتلويح بملف ''الإرهاب'' من خلال محاولة الترويج لاتهامات تبطلها الوقائع. وأوضح شاهين بأن ''أي ها ها'' ليست أول منظمة إنسانية إسلامية ولن تكون الأخيرة المتهمة بعلاقتها بالإرهاب من المنظور الصهيوني والأمريكي. كما أكد شاهين أن المنظمة التركية تعمل بالتنسيق مع المنظمات المختلفة المنتمية للأمم المتحدة في شفافية تامة، وهو الأمر الذي أهلها لتنال شهادات عديدة على المستوى الدولي اعترافا بما تؤديه من خدمات للإنسانية. ليخلص شاهين إلى التأكيد أن الاتهامات الأمريكية والصهيونية باطلة لا تستند إلى أي أساس.