"حموم محافظ مباراة النهائي هو سبب معاقبتي بعد أن أعد تقريرا أسود" "قلت لحيمودي أنت صفر" "غريب بكى بحرقة في غرف حفظ الملابس ولم يأمرني بعدم الصعود" "روراوة هو من أهان الدولة بعد أن بقي في المنصة ونزل تهمي بدلا منه" "عقوبتي سياسية.. لست إرهابيا ومشكلتي أنني قدمت الكثير للكرة الجزائرية وأقلق البعض" حطم جمال مناد حاجز الصمت الذي كان يخيم عليه منذ صدور عقوبة الإيقاف في حقه، من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لمدة سنة كاملة، على ضوء رفضه الصعود إلى منصة التتويجات لتسلم الميداليات وذلك في حوار صريح وجريء لجريدة "البلاد" تحدث فيه المدرب السابق وهداف أمم إفريقيا 1990 كثيرا عن وقائع نهائي كأس الجمهورية بين فريقه السابق مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، حيث كشف عدة أشياء وكواليس حصلت في غرف حفظ الملابس بعد نهاية المباراة الشهيرة، ضف إلى ذلك الحديث الذي جمعه مع وزير الشباب والرياضة الذي حاول تخفيف وطأة الأمر. وقال جمال مناد إنه لم يمت مهنيا رغم العقوبة التي سلطت عليه بموسم كامل، دفعت الرجل للتساؤل كثيرا حول أحقيتها، خاصة وأنه لم يرتكب جريمة. كما تحدث المهاجم السابق لشبيبة القبائل كثيرا عن حقيقة العلاقة بينه وبين محمد روراوة والحاشية التي تحوم حول رئيس الاتحادية، إلى جانب واقع الكرة الجزائرية الذي لا يبشر بالخير الكثير. وكعادته كان جمال مناد جريئا في طرحه للمواضيع المطروحة على الساحة، خاصة ما تعلق بمسيرته في مولودية الجزائر، إلى جانب العمل مع عمر غريب الذي اعتبره تجربة مفيدة له، فاتحا النار بالمناسبة على اللاعبين القدامى في مولودية الجزائر وفي مقدمتهم زنير، والذين اعتبرهم السبب الرئيسي وراء العقوبة، خاصة مع الجلبة الكبيرة التي أحدثوها. أولا كيف هي أحوال جمال مناد في الشهر الفضيل؟ الحمد لله كانت الأمور صعبة بالنسبة لي في اليوم الأول، خاصة مع آلام الرأس، لكن الأمور تحسنت بعد ذلك، أقول الحمد لله على كل حال وأتمنى رمضان كريم لكل الشعب الجزائري والأمة الإسلامية قاطبة، ولا أخفي عليك أني أفضل كثيرا هذا الشهر الكريم الذي أجد فيه راحتي، خاصة من الناحية النفسية وحتى البدنية. كيف يقضي جمال مناد أيام شهر رمضان المعظم، خاصة وأن الصيام في شهر الصيف يكون طويلا جدا؟ أولا أتدرب بشكل فردي في الصباح حتى أحافظ على لياقتي، ولا أخفي عليك أنني مواظب على الحركات الرياضية والركض، وهناك أيضا المنزل، خاصة مع الحر الشديد، حيث أفضل البقاء في البيت ومشاهدة التلفاز إلى جانب الانترنيت، حيث أريد في كل مرة أن أبقى مطلعا على كل صغيرة وكبيرة خاصة في عالم الكرة العالمية، دون تناسي أيضا أني أقضي سهراتي كلها في محطة البنزين بشاطوناف بالأبيار مع أصدقائي. بقاؤك دون ممارسة مهنة التدريب، هل يؤثر عليك من الناحية النفسية؟ أنا بطبيعتي لا أتحمل العمل في شهر رمضان والجميع يعرف ذلك، ولا أعمل في الوقت الراهن لأنني معاقب وأقول أن بقائي بعيدا عن الميدان سيكون فرصة حقيقية بالنسبة لي من أجل الوقوف على العديد من الأمور. صراحة مناد مع العقوبة التي سلطت عليك هل كرهت كرة القدم أو بالأحرى نجحوا في أن يجعلوك تمل الكرة الجزائرية؟ صراحة أقول نعم، لقد نجحوا بنسبة كبيرة، "كرهولي" كرة القدم لأنك تعمل لمساعدة الكرة الجزائرية على التطور والتقدم من خلال صراحتك والعمل المقدم، غير أن هناك من ليست لهم علاقة بكرة القدم يحاولون زرع الفتنة وعرقلة الإطارات المحلية التي تسعى لتطوير الكرة الجزائرية. ماذا تقصد؟ بعض المسؤولين عن كرة القدم الجزائرية ليسوا في مناصبهم ولا يفقهون شيئا في كرة القدم، غير أنهم يسعون وراء من قدم الكثير للكرة الجزائرية، أقول إن الأمور في كل موسم تزيد صعوبة في محيط المستديرة في بلادنا و"العام لي يروح خير من اللي يجي". هل ترى أن جمال مناد مستهدف من قبل المسؤولين بعد هذه العقوبة؟ نعم أقول إن الصراحة التي أتمتع بها، إلى جانب مساهمتي في تحسين نتائج وأداء معظم الأندية التي أشرفت عليها، جعلت البعض يقلق كثيرا من نجاحي، خاصة وأنني أمثل المدرب المحلي والمسؤولين عن الكرة الجزائرية لا يحبذون كسر مدرب محلي للقاعدة وتعرية الفنيين الأجانب الذين يعملون في الجزائر دون تحقيق أي شيء يذكر، وأريد أن أقول أيضا إن جمال مناد لا يعرف معنى "الشيتة" التي يمارسها بعض مدربي الكرة الجزائرية، فتجدهم في كل مناسبة يشيدون بروراوة حتى يحصلون على مناصب في المنتخبات الوطنية والأمثلة على هذا كثيرة جدا، لكن أقول إن مناد ليس منهم "أصحاب الشيتة لهم دينهم وأنا لي ديني". بعد مرور عدة أشهر على حادثة عدم تسلم الميداليات في نهائي كأس الجمهورية، هل ندمت كثيرا على عدم الصعود عقب النهائي؟ أولا لم أكن المخطئ في تلك الحادثة، بدليل أن المشهد العام للفريق عقب صافرة الحكم حيمودي كان يخيم عليه الحزن الكبير والجميع كان في عالم آخر، وهو ما حدث لي فعلا، حيث لم أكن أركز على الصعود إلى الميداليات أو رفض تسلمها على العكس من ذلك. كيف ذلك؟ عندما شاهدت اللاعبين ذاهبين إلى غرف حفظ الملابس، اعتقدت للوهلة الأولى أن الجميع سيأخذ حماما قبل العودة إلى منصة التتويجات لتلقي الميداليات، لكن الأمور بعد ذلك تغيرت بسبب حالة الحزن التي كنا فيها. البعض يلومك أنك لم تصعد لتسلم الميداليات.. اروي لما بعد صافرة حيمودي ماذا فعلت؟ بعد صافرة النهاية فكرت كثيرا في أنصار المولودية الذين حضروا بقوة إلى ملعب 5 جويلية، لكن أقولها بصراحة عقب نهاية المباراة اتجهت مباشرة إلى حكم المباراة حيمودي ولمته كثيرا بعد المردود المخزي الذي قدمه، خاصة وأن تحكيمه كان يسوده نوع من "النفاق". ماذا قلت لحيمودي بصريح العبارة؟ اتجهت مباشرة إلى حيمودي وقلت له بصريح العبارة "أنت صفر"، لم أفهم كيف يؤدي هذا الحكم مباريات كبيرة على المستوى الدولي وعندما يتعلق الأمر بمباريات محلية تختلط عليه الأمور. ماذا تعني؟ أعني أن الحكام في الجزائر عندما يحكمون في الجزائر تكون لهم مهمات واضحة لتسهيل مهمة فريق على حساب آخر، وكلها أمور يعرفها العام والخاص في الجزائر. هل صحيح أن عمر غريب هو من أمركم بعدم العودة من جديد إلى منصة التتويج بعد أن ذهبتم إلى غرف حفظ الملابس؟ ليس صحيح أقولها بصريح العبارة إن عمر غريب لم يأمرنا بعدم البقاء في غرف حفظ الملابس والامتناع عن الحصول على الميداليات، كل ما في الأمر أن الأحزان كانت كبيرة عند اللاعبين والكل لم تكن لهم القدرة الذهنية على الصعود.. أعيد وأكرر أنه ليس هناك من أمرنا، بل الجو المشحون دفع الجميع للامتناع عن الحصول على الميداليات. كيف كانت الأجواء في غرف حفظ الملابس؟ لا أخفي عليك أنني جلست في زاوية من غرف حفظ الملابس وجميع اللاعبين لم يتحملوا الخسارة، خاصة وأنها جاءت بفعل فاعل، أي حكم المباراة الذي فعل المستحيل من أجل أن يخرجنا من اللقاء، وهو ما حدث فعلا، وأضيف أن عمر غريب أجهش بالبكاء في غرف حفظ الملابس ولم يتحمل الخسارة، وهي المرة الأولى التي شاهدت فيها غريب يبكي أمامي. بعدها جاء وزير الشباب والرياضة تهمي، كيف يعقل أن يرفض فريق من لاعبين، مسؤولين وحتى فنيين طلب وزير دولة من أجل تسلم الميداليات، كيف سارت الأمور مع الوزير؟ أولا لقد نزل وزير الشباب والرياضة إلى جانب بروتوكول سلال إلى غرف حفظ الملابس وكان الحديث معه وديا، حيث طلب منا أن نسترجع قوانا ونعود لاستلام الميداليات، خاصة وأن كبار المسؤوليين كانوا في المنصة الشرفية، لكن اللاعبين رفضوا أن يصعدوا إلى المنصة الشرفية دون تأثير لا من زيد ولا من عمر، بل القرار كان جماعيا، خاصة وأن الحزن كان كبيرا بعد المباراة. هل تشابك مناد مع الوزير؟ لا ليس لهذا الأمر أي صلة بالحقيقة، كل ما في الأمر أنني قلت له إن الحكم حيمودي "حڤرنا" كثيرا، لكنه لم يتفهمنا، بل على العكس من ذلك كان يصر على صعودنا إلى منصة التتويجات وهنا طرحنا الأمر على اللاعبين الذين رفضوا العودة إلى أرضية الميدان من جديد. لكن البعض يؤكد أن الأمور خرجت عن السيطرة في غرف حفظ الملابس، وأن الوزير أهين وبروتوكول سلال أهين، وهو ما دفع الفاف لكي تضرب بيد من حديد، أليس كذلك؟ يجب أن يعلم الجميع أننا كنا تحت الأعصاب، خاصة بعد دقائق فقط من نهاية المباراة. كما أن الوزير لم يهن، لكن كل ما في الأمر أن فوزي شاوشي تلاسن مع برجة، "بروتوكول" سلال، حيث اختلط الحابل بالنابل بين الرجلين والسبب في ذلك يعود لاعتقاد شاوشي أن برجة لازال يعمل في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مع محمد روراوة، وهو الحادث الوحيد الذي وقع في غرف حفظ الملابس. مناد تتحمل جانب من المسؤولية فيما حدث، لانك المدرب الأول للفريق؟ لا أتهرب من المسؤولية، لم تكن هناك أية أوامر تدفعنا لعدم الصعود، لكن أقول إن عقوبتي سياسية بالدرجة الأولى وليست رياضية، فأنا لست إرهابيا حتى أعاقب بسنة كاملة وحتى إن كنت إرهابيا، فإن الدولة وضعت قانون "الوئام المدني" الذي لم يشملني، أعيد وأقول إنني لست ضد معاقبتي، بل على العكس من ذلك أريد أن فهم فقط لماذا عوقبت بسنة كاملة!! البعض يقول إن تقرير الحكم كان قويا وذكر فيه أنك شتمته؟ لقد رأيت تقرير حيمودي بعد المباراة ولم يذكر فيه أي شيئ يذكر، بل على العكس من ذلك، فان حيمودي تفهم الأمور، لكن الطامة الكبرى كانت في حموم محافظ المباراة الذي دون بالحرف الواحد "محاولة المساس باحترام الحكام"، وهو التقرير الذي ورطني بشكل كبير والجميع يعرف أن هذا الشخص من المقربين على المسؤولين في الكرة الجزائرية. نعود إلى نهاية المباراة كيف استقبلت نزول الوزير وبقاء روراوة في المنصة الشرفية، ما هي الرسالة التي قرأتها من ذلك؟ أقول إن روراوة بفعلته هذه أهان الدولة الجزائرية، وكان جديرا برئيس الفاف أن ينزل، وليس وزير الشباب والرياضة الذي أهان بدوره أيضا المركز الذي يحتله.. حقيقة غريب أمر الجزائر أن تقلب الأمور رأسا على عقب، ولا يعرف أحد من المسؤول ومن التابع. هل كنت تنتظر أن تراجع عقوبتك بمناسبة مرور 51 سنة على الاستقلال؟ حقيقة كنت أنتظر ذلك، لكن الطامة الكبرى أن جمال مناد قدم الكثير للكرة الجزائرية في الوقت الذي لم يقدم فيه الذين عاقبوني أشياء كثيرة للكرة الجزائرية، لقد وضعوني في خانة الإرهابيين وأصحاب الجرائم. وماذا تريد أن تضيف؟ أتمنى الشفاء لرئيس الجمهورية وأعتقد أنه لو كان الرئيس حاضرا لما عوقبنا بهذا الشكل الكبير، خاصة وأن رئيس الجمهورية هو القاضي الأول في البلاد. هل ندمت على تجربتك في العميد؟ لا لم أندم على اختياري مولودية الجزائر، بل على العكس من ذلك فان تجربة المولودية كانت غنية بشكل كبير ومن كل النواحي. كما أن هذه التجربة سمحت لي بمعرفة أيضا كيف أتعامل مستقبلا مع المسؤولين والمشرفيين على الكرة الجزائرية. أنتظروا العديد من المفاجآت في الحلقة الثانية سر العلاقة بين روراوة ومناد ماذا قال مناد للجنة النزاعات مستقبل جمال مناد الكروي كواليس الظفر برئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم حكايته مع زنير ولاعبي المولودية القدامى