عرفت واردات الجزائر من المنتجات الدوائية، انخفاضا بنسبة 25.4 % خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذه السنة، حيث بلغت 746.07 مليون دولار مقابل 1 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. وحسب مصالح الجمارك الجزائرية، فإن هذا الانخفاض سببه التراجع الذي طال أزيد من 36 بالمائة من المنتجات الدوائية عموما، بما فيها 25.3 بالمائة أدوية خاصة بالاستعمال البشري. وكانت الجزائر قد اتخذت إجراءات بمنع استيراد 120 دواء بعدما أصبح يصنع في الجزائر، وذلك في خطوة منها لتشجيع الإنتاج المحلي وتحفيز الاستثمار في هذا المجال، كما وضعت استراتيجية محكمة في إطار مخطط تطوير الإنتاج، التي تهدف إلى الوصول إلى إنتاج 70 بالمائة من حاجياتها الدوائية محليا آفاق 2015، وذلك عن طريق الاستعانة بالخبرات الأجنبية وعقود الشراكة. وبالرغم من أهمية هذا النوع من الصناعات، إلا أن الإشكالية الخاصة بالنوعية والجودة تبقى قائمة، حيث هناك نوعين من الدواء الجنيس "أي المعادل للدواء الأصلي"، الأول يصنع محليا، والثاني يستورد في شكل منتوجات مُوضبة من الصين والهند على وجه الخصوص، التي يحوم الغموض حول كيفية تصنيعها، حيث إن معظمها لا يعود بالفائدة على المريض أو أخطر من ذلك، حيث يمكن أن يسبب أمراضا أخرى. كما أن أغلب الصيادلة يرون بأن الدواء الذي يصنع في الجزائر لا يملك نفس المفعول الموجود في الدواء الأصلي، والدليل وصف الأطباء للأدوية الأصلية في الحالات المستعصية عوض الجنيسة لإدراكهم المطلق بأنها أقل فعالية، في حين تشهد الأدوية الجنيسة نسبة نمو تقدر ب 7 % كل سنة.