طالبت بقايا ما يسمى بجماعة حماة السلفية بغرب الجزائر بقيادة أبو جعفر محمد بن سليم من منظر الجماعات الإرهابية في المشرق العربي الأردني أبو محمد المقدسي في رسالة نقلها موقعه الإلكتروني المسمى ''منبر التوحيد و الجهاد'' الرأي في مسألة الالتحاق بما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي رد على هذا التساؤل جاء على لسان المدعو أبو مسلم الجزائري وهو أحد أعضاء اللجنة الشرعية لمنبر التوحيد والجهاد الذي يشرف عليه الأردني الإرهابي أبو محمد المقدسي الذي ألقت عليه السلطات الأردنية القبض قبل أن تفرج عنه في خطوة مثيرة للجدل أكد أبو مسلم ''أقول لقادة الحماة ليس من الشّرع في شيء أن يحول بينكم وبين وحدتكم مع إخوانكم في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تاريخ مسيرتكم الجهادية''، ولتشجيع ما اعتبره واجبا شرعيا قال أبو مسلم في إجابته المنشورة بذات الموقع ''إن كان هذا هو السبب الرئيس دون وحدتكم، فاعلموا أنّ هذا من عادات الجاهلية، وأنا أربأ بكم أن تقعوا في مثل هذه المنزلة''، مضيفا ''أما إن كانت ثمّة أسباب أخرى حائلة دون الوحدة الشرعية فيجب معالجتها على ضوء التحاكم إلى الكتاب والسنّة''. وفيما لم يكشف المجيب عن سبب تساؤلات بقايا حماة السلفية وسكوته عن خلفيات المراسلة وأهدافها وبالأخص إذا ما كانت بين حماة السلفية ودروكدال أبو مصعب عبد الودود أمير ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فضل المجيب الإشادة بدور جماعة حماة السلفية والتذكير بمختلف الأمراء الذين تعاقبوا عليها وكذا اقتتالها مع الجماعة المسلحة ''الجيا'' بقيادة الإرهابي عنتر زوابري وقبله زيتوني لينتهي بالحديث إلى دعوة بقايا حماة السلفية إلى الانخراط في تنظيم درودكال. ويبدو حسب المعطيات بأن بقايا حماة السلفية طالبوا المشورة من المقدسي الذي فضل أن ينوب عنه في الرد الجزائري أبو مسلم على عادته في التعاطي مع تساؤلات الإرهابيين في مختلف نقاط العالم حين يوكل مهمة الرد لمساعدين من البلدان التي تأتيه الرسائل باعتبارهم أدرى بالواقع كما يقول المقدسي في موقعه الإلكتروني الذي خصصه للتنظير للإرهاب العالمي بشكل يثير الكثير من التساؤلات. ومهما يكن من أمر وعلى الرغم من احتمال وجود رغبة لدى بقيا حماة السلفية في الالتحاق بتنظيم القاعدة إلا أن هذا الاحتمال يبقى ضعيفا بالنظر للخلافات الإديولوجية والمنهجية بين السلفية وتنظيم القاعدة بقيادة دروكدال والتي تمثل إحدى الامتدادات الأكثر راديكالية لنموذج ''الجيا'' أو ما كان يسمى نسبة للإسلام زورا ''الجماعة الإسلامية المسلحة'' التي ابتدعت نظرية التقتيل الجماعي وطورته من خلال التفجيرات المستهدفة للأماكن العمومية وتجمعات الناس التي جعلها دروكدال واحدة من الأساليب المعتمدة في ترويعه للجزائريين بعدما كان هو بعينه ضمن مجموعة التفجيرات ''بالجيا'' التي استهدفت المديرية الولاية للأمن الوطني نهاية رمضان .1995 وعلى خلاف الاحتمال الضعيف المتمثل في رغبة بقايا السلفية الالتحاق بما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فإن الاحتمال الأكثر قوة يبقى سعي دروكدال إلى الخروج من ضائقة انحصار تنظيمه في بعض ولايات شرق الوسط التي لم يتمكن من تجاوزها اختراقا لمناطق أخرى من الوطن لأسباب عديدة أقلها العزلة الكبيرة التي يعاني منها ما يسمى بتنظيم ''القاعدة'' في المجتمع الجزائري وحتى لدى بقايا بعض التنظيمات الأخرى على قلتها ومحدودية عناصرها وهو ما يفسر إلى حد بعيد التنقلات التي يكون قد قام بها دروكدال مؤخرا إن صحت الأخبار التي وردت بذلك إلى نواحي الغرب الجزائري مرورا بسلسلة جبال الأطلس التلي الممتدة من الغرب إلى الشرق والتي يعرف الإرهابي دروكدال مداخلها ومخارجها بحثا عن التجنيد وعن دم جديد لتنظيمه الذي يشهد نزيفا حادا.