قيادة الناحيتين الرابعة والخامسة تدفعان بتعزيزات عسكرية ثقيلة تكثيف البحث عن مخابئ يستغلها الإرهابيون في الاختباء وإخفاء السيارات والأسلحة علمت "البلاد" من مصادر أمنية موثوقة، أن قوة عسكرية جزائرية تمكنت من صد عملية توغل لأربعة مسلحين تونسيين وأوقفت ثلاثة آخرين ينحدرون من مدينتي الكاف وقفصةالتونسيتين، في اشتباك قرب الحدود الدولية مع تونس. وقال مصدر أمني إن قوة مكونة من الجيش وحرس الحدود أحبطت، أمس الأول، محاولة تسلل مجموعة مسلحة كانت على متن سيارتين رباعيتي الدفع، بينما فرت السيارة الثانية إلى عمق الأراضي التونسية، فيما ألقي القبض على ثلاثة مسلحين كانوا على متن السيارة الأولى التي دمرت حسب نفس المصادر بقذيفة صاروخية. وذكرت مصادر مطلعة أن قوافل عسكرية مجهزة بعتاد ثقيل لوحظت في طريقها نحو الحدود الشرقية بالموازاة مع قيام وحدات من الجيش بحملة تمشيط واسعة باستعمال المروحيات بجبال المناطق الحدودية، خاصة القريبة من جبال ولاية قفصةالتونسية التي تتحصن بها الجماعات الإرهابية للتيار السلفي المتشدد. كما أعلنت قيادة الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة حالة الطوارئ من خلال التعجيل بإرسال وحدات عسكرية ثقيلة وتكثيف البحث عن مخابئ يستغلها مهربو السلاح والمخدرات والإرهابيون في الاختباء وإخفاء السيارات والأسلحة وتمويهها عن مراقبة طائرات الاستطلاع. وتشير مصادر "البلاد" إلى أن العملية الحالية كانت مبرمجة منذ عدة أسابيع. وكشف مصدر عليم بأن عملية التمشيط ستتواصل على أجزاء واسعة من الحدود الشرقية، بمشاركة طائرات مروحية. كما تم استعمال طائرات حربية لمسح الحدود، مع نشر قوات الجيش والدرك في مواقع يعتقد أن تكون منفذ التسلل نحو التراب الوطني. وحسب مصادر أمنية أخرى، فإن تحركات الجماعات الإرهابية ترمي إلى التواجد والتمركز في غرب تونس لفك الخناق على الجماعات الإرهابية المتمركزة منذ سنوات في جنوب ولاية خنشلة وشمال غربي ولاية تبسة، حيث يريد أمراء هذه الجماعات لفت انتباه قيادة الجيش إلى ما يحدث في غرب تونس حتى يتم الدفع بقوات الجيش إلى الحدود لتجد هذه العناصر الإرهابية متنفسا للتحرك نحو مواقع أخرى أمام الحصار المفروض عليها في جبال بودخان جنوبي ولاية خنشلة، والسماح بدخول إرهابيين آخرين من ولايات أخرى لتقوية هذه الجماعات. من جهتها، أطلقت قيادة الناحية العسكرية الرابعة إحدى أكبر عمليات التمشيط في أقصى جنوب ولاية الوادي، حيث تشارك وحدات عسكرية مدعومة بطائرات عمودية ووحدات قوات خاصة والدرك وحرس الحدود، في تمشيط مناطق صحراوية واسعة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع تونس، في مناطق بن سلامة والعوتة وبركا وعين مقرا، في العرق الشرقي الكبير، بحثا عن مخازن سلاح، ومخابئ مموهة يستغلها المهربون والإرهابيون. وعلى صعيد تشديد المراقبة الأمنية على الشريط الحدودي، تمت إقامة مراكز أمنية متقدمة للجيش على طول الحدود، إضافة إلى نصب أبراج مراقبة وكاميرات متطورة لمراقبة الوضع، فضلا عن تشديد الإجراءات على الطرقات المؤدية للمناطق الحدودية المتاخمة مع تونس بنصب الحواجز الأمنية والتحري في هوية الأشخاص العابرين للحدود المشتركة على الطرفين. تدابير مشددة لمراقبة مسالك تهريب السلاح وتتزامن التدابير المشددة لقوات الجيش الوطني الشعبي وحرس الحدود مع مخطط المراقبة البرية والجوية للحدود الشرقية إلى غاية العمق التونسي، التي اتخذها الجيش الوطني الشعبي لمنع تسلل الجماعات المسلحة وتهريب أسلحة عبر تونس من ليبيا إلى الجزائر، بالإضافة إلى تسلل عناصر إرهابية، خاصة بعد تحذير تقارير أمنية من تهريب إرهابيين ومحسوبين على السلفية المتشددة كميات من الأسلحة والذخائر من ليبيا إلى الجزائر، عبر تونس. ويتوخى القائمون على الجيش الوطني الشعبي الحصول على تقارير ميدانية حول مدى استجابة الوسائل المسخرة للجانب العملياتي في تسيير مخطط الجيش ''المستعجل'' لمراقبة الحدود، قياسا لتطورات في الجبهة الشرقية على الحدود مع تونس. وذكرت المصادر نفسها، أن وزارة الدفاع قدرت ضرورة مراجعة عمل العسكريين عبر الشريط الحدودي ككل، لتفادي ''اختلال توازن'' الأداء العسكري إثر تحويل عدد كبير من العسكريين، والوسائل اللوجستية في وقت سابق إلى الحدود الجزائرية المالية. من جهة أخرى، يشير متتبعون للتطورات الأمنية بالمنطقة، إلى أن جهاديين مقربين من القاعدة يسيطرون على جماعات مسلحة نشيطة حتى في داخل بعض المدن التونسية، ويفوق عدد المسلحين في كل كتيبة 300 عنصر، ويعتقد متابعون للوضع الأمني في تونس أنه لا يمكن فصله عما يحدث في ليبيا بأن السلفيين الجهاديين يفضلون الانتظار حاليا لإنشاء قوة كبيرة يمكنها تحقيق التوازن مع مصالح الأمن والجيش التونسي الذي يحصل حاليا على دعم لوجيستي أمريكي وغربي.