قال وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو إن شراسة المعارك التي يخوضها الجيش التونسي ضد المسلحين المتحصنين في منطقة جبل الشعانبي الحدودية مع الجزائر، دفعت بعدد منهم الى محاولة التسلسل عبر الحدود، حيث تمكن الجيش الجزائري الذي حشد قواته على طول الحدود من القضاء على ثلاثة منهم. وربطت مصادر إعلامية تونسية تشديد الهجوم التونسي ضد الجماعات المسلحة، بأنه جاء للخروج من الضغوط الشعبية التي تتعرض لها حكومة علي العريض في الآونة الأخيرة ولم تقتصر على جبل الشعانبي فقط بل امتدت إلى غاية الحدود مع ليبيا التي تعتبر من أهم موارد الأسلحة التي يعتمد عليها المسلحون، حيث تم حجز رشاشات كلاشينكوف وصواريخ وصواعق. وعلى صعيد المعارك في جبل الشعانبي، قالت مصادر إعلامية إن قوات الجيش نفذت عمليات قصف بالمدفعية والطيران بمناطق جبل الشعانبي حيث بدأت قوات الجيش التونسي في عمليات تمشيط وصلت إلى عمق الجبل. ونقلت وسائل إعلام تونسية عن مصدر عسكري محلي أن جنديا قتل وأصيب آخرون الأحد في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور آلية للجيش التونسي في جبل الشعانبي غرب البلاد، حيث يواصل الجيش التونسي عملياته العسكرية لملاحقة مجموعة مسلحة مرتبطة بالقاعدة. وأفاد مصدر في مكان الاشتباكات على مقربة من الحدود مع الجزائر لوكالة "فرانس برس" بأن انفجار العبوة قتل جنديا وأصاب 4 آخرين بجروح، فيما أفادت الإذاعتان "شمس أف أم" و"موزاييك" بأن الانفجار أدى الى مقتل جنديين وأصابة 5. في حين نقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن مصدر عسكري أن الحصيلة هي قتيل وسبعة جرحى، ولم يقدم الجيش التونسي تفاصيل حول عملياته الجوية والبرية في جبل الشعانبي التي بدأت مساء الخميس الماضي. لكن مصادر إعلامية أكدت أن القيادة العسكرية التونسية تحرص على اعتقال أكبر عدد من المسلحين أحياء، وأن هناك تنسيقا عسكريا عالي المستوى بين الجزائر وتونس على هذا الصعيد، مضيفا أن الجزائر تحشد قوة على الحدود يصل عددها إلى سبعة آلاف جندي. وتأتي هذه التطورات على المنطقة الحدودية بعد ساعات من انتشار أخبار تشير الى أن الجيش الجزائري قد وضع ترتيبات من أجل منع انتقال التوتر الى التراب الوطني، حيث قام بنشر وحدات في حالة استنفار قصوى، حيث منحت وزارة الدفاع الضوء الأخضر لأفراد الجيش وحرس الحدود لإطلاق النار على كل شخص يحاول التسلل عبر الحدود.