قبل أسابيع معدودة عن موعد المؤتمر الرابع للأرندي لم تتضح بعد أية مؤشرات عن هوية الاسم المرشح لخلافة الأمين العام المستقيل أحمد أويحيى على رأس الحزب فيما اشتدت في المقابل حرب الكواليس ومحاولات التموقع بين عدد من الإطارات في التيارين المتنازعين لاسيما فيما يتعلق بعضوية اللجنة الوطنية التي ستتولى التحضير للمؤتمر بحثا عن موطئ قدم في القيادة الجديدة التي ستنبثق عن المؤتمر سواء تعلق الأمر بتشكيلة المكتب الوطني أو المجلس الوطني. حسب ما يذهب إليه مصدر مقرب من القيادة الحالية للأرندي فإن الحديث عن الأسماء المرشحة لتولي شؤون الحزب في الفترة المقبلة يكاد يقتصر على اللقاءات والاجتماعات الضيقة خاصة في غياب معلومات عن نية عبد القادر بن صالح الذي يتولى هذه المهمة بالنيابة منذ 17 جانفي الفارط، ويؤكد محدّثنا أن كثيرين من إطارات الحزب وحتى الذين يصنفون في الصف الأول يحرصون دوما على ربط طموحهم لهذا المنصب بما سيقرّره رئيس مجلس الأمة رغم يقينهم، يضيف المصدر نفسه، أن احتمالات قبول بن صالح الترشح للمنصب تكاد تكون منعدمة بالنظر إلى مسؤولياته في مجلس الأمة وصعوبة الجمع بين المسؤوليتين خاصة وأن هذا الأخير كان قد وافق بصعوبة على تولي المنصب بالنيابة وحدّد لها مهمة أساسية وهي جمع الفرقاء والوصول بهم إلى مؤتمر تنبثق عنه قيادة جديدة. وفي المقابل، يؤكد محدّثنا أن من بين الأسماء التي لم تخف طموحها لخلافة أحمد أويحيى كاتب الدولة المكلف بالشباب بلقاسم ملاح وقال إنه يخوض حملة انتخابية مسبقة يسعى لتسويق نفسه إعلاميا وحزبيا من خلال منصبه الوزاري فهو لا يفوت فرصة خلال زيارات العمل التي يقوم بها إلى الولايات دون التودد للمنسقين الولائيين، وحسب المصدر نفسه فإن حظوظ الوزير الشاب في تولي المنصب قائمة خاصة وأن عدة عوامل لصالحه وتخدمه ومنها أنه يقف على نفس المسافة مع التيارين فهو محسوب على التقويميين وفي الوقت نفسه لم يكسب عداء الموالين لأويحيى، ومعلوم أن الفضل في بروز ملاح يعود بشكل أساسي للأمين العام المستقيل الذي مكنه من عضوية البرلمان في الفترة التشريعية الخامسة عن ولاية أم البواقي ليعين لاحقا بعد انتهاء عهدته النيابية في 2002 مستشارا لدى وزير التربية الوطنية مكلفا بالرياضة المدرسية ثم ترشيحه لمنصب كاتب الدولة مكلف بالشباب في التعديل الحكومي الأخير، غير أن هذا الأخير وحسب مقربين منه لا يتوان عن التأكيد أنه سيكون في صف بن صالح في حال تقدم هذا الأخير للمنصب. وخلافا لبلقاسم ملاح الذي لم يخف طموحه للمنصب فإن الصمت يخيم على مواقف بقية وزراء وشخصيات الأرندي باستثناء وزير الصناعة شريف رحماني الذي ما يزال اسمه مطروحا ويحظى بتأييد تيار واسع داخل الأرندي، فيما تتحدث بعض المصادر عن إمكانية ترشح حبيب شوقي للمنصب. وفي الفريق الموالي لأويحيى لا تبرز سوى شخصية صديق شهاب الذي يحاول عدد من النواب والمنسقين الولائيين دفعه للترشح ورغم أنه لم يفصح عن هذه النية إلا أن الأمر وارد مثلما يذهب إليه محدّثنا في المؤتمر. وبالنسبة للتيار التقويمي الذي تحسب له الإطاحة بالأمين العام السابق أحمد أويحيى والذي يسعى حاليا للضغط على الأمين العام بالنيابة لإقناعه باستبعاد الموالين لأويحيى عن التحضير للمؤتمر الرابع، فهو بدوره لم يقدّم أي مرشح لخلافة أويحيى لاسيما وأن منسق التيار وزير الصحة الأسبق يحيى قيدوم لا ينوي الترشح للمنصب لأسباب تتعلق بشكل خاص بمتاعبه الصحية.