قامت قوات الجيش الوطني الشعبي بوهران خلال الثلاثة أيام الماضية بعملية تمشيط كبيرة للغابات والجبال الممتدة من جنوبي الولاية بطافراوي إلى غاية حدود ولايتي عين تموشنت وسيدي بلعباس، وهذا بعد تلقيها معلومات حول تحركات مشبوهة واحتمال تحرك جماعات إرهابية خاصة على مستوى غابة سيدي غالم التي كانت تعد أحد أكبر معاقل الجماعات الإرهابية حتى بداية العشرية الماضية، حيث قامت قبل ذلك عناصر من الأمن العسكري بتوقيف شخص غريب تظاهر بأنه يرعى الغنم وضبط بحوزته قارورة غاز مسيل للدموع وأسلحة بيضاء. وقد شهدت غابة طافراوي طيلة الأيام الثلاثة الماضية إنزالا كبيرا لقوات الجيش الوطني معززة بعناصر من الدرك الوطني وطائرات مروحية مراقبة تجوب المنطقة، وقامت القوات بتمشيط كامل للمنطقة الغابية طيلة النهار إلى غاية جبال المنطقة المسماة "أغبال" وبلدية تمزوغة التابعتين لولاية عيت تموشنت غربا، وكذلك إلى غاية حدود بلدية عين البرد التابعة لولاية سيدي بلعباس. وأفاد مصدر أمني أن قوات الجيش رصدت تحركات مشبوهة خاصة على مستوى غابة سيدي غالم وتحديدا بالمنطقة المسماة "الكاف" بين قرية سيدي غالم وبلدية عين البرد، والتي لازالت تعتبر بؤرة إرهابية، حيث شكلت إلى غاية السنوات الأولى من العشرية الماضية مخبئا للجماعات الإرهابية، حيث تلقت المصالح المذكورة معلومات حول تحركات مشبوهة بالمنطقة، وتم رصد شخص غريب يتظاهر بأنه يرعى الغنم رغم أن المنطقة غير متوفرة على الكلأ علاوة على أن لا أحد يجرأ على الذهاب إليها بسبب خطورتها، وقامت على إثر ذلك عناصر خاصة من الجيش الوطني الشعبي بمداهمة للمنطقة وتوقيف الشخص الذي ضبط بحوزته قارورة غاز مسيلة للدموع وأسلحة بيضاء، إضافة إلى رصد شخص آخر غريب بذات المنطقة تمكن من الفرار. وكانت منطقة "الكاف" قد شهدت عام 2005 اشتباكا بين جماعة إرهابية ودورية للدرك الوطني أسفرت عن جرح دركي ومقتل عنصر حرس بلدي، وتم بعدها بعام القضاء على أربعة إرهابيين في المنطقة ذاتها كانوا يتخذون من أحد الكهوف مخبئا لهم. وأفاد المصدر أن المنطقة لازالت تشكل وجهة للجماعات الإرهابية نظرا لطبيعتها الجبلية وكثرة الغابات والكهوف والمغارات، كما أن كميات كبيرة من السلاح والمال لاتزال مخبأة فيها منذ سنوات التسعينات، وقال المتحدث بأن المنطقة قد تشكل أفضل وجهة للجماعات الإرهابية المنتشرة على مستوى الولايات الشرقية وكذلك وبعض الولايات الغربية بسبب الضغط الكبير الممارس عليها والضربات التي تتلقاها، خاصة بولاية تلمسان، حيث قامت جماعة إرهابية يوم الخميس الماضي بذبح ثلاثة صيادين والاستيلاء على بنادقهم بجبل عصفور الذي يعتبر امتدادا للسلسلة الجبلية التي تقوم قوات الجيش الوطني الشعبي بتمشيطها.