كشف تقرير نشرته صحيفة "الاندبندنت"، اليوم، أن بريطانيا تدير محطة سرية لرصد ومراقبة الانترنت في منطقة "الشرق الأوسط" و"شمال إفريقيا" لاعتراض ومعالجة والتجسس على كميات هائلة من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية وحركة المرور على الشبكة بالنيابة عن وكالات الاستخبارات الغربية، واستندت الصحيفة في معلوماتها هذه على الوثائق التي سربها أخيرا المستشار السابق للاستخبارات الأميركية، ادوارد سنودن، وأضاف التقرير أن المحطة قادرة على الاستفادة من البيانات بعد استخراجها من كابلات الألياف البصرية التي تعبر المنطقة تحت الماء. وتتم معالجة المعلومات لاعتبارات وأغراض استخبارية وتمريرها إلى وكالة التنصت الالكتروني البريطانية (GCHQ) "غوفرنمنت كومينيكشن هيدكوارترز" في شلتنهام (جنوب غرب انجلترا) وتقاسمها مع وكالة الأمن القومي (NSA) في الولاياتالمتحدة. وتدعي الحكومة البريطانية أن المحطة هي طرف أساس في "حرب الغرب على الإرهاب"، ويوفر "الإنذار المبكر"، وهو نظام حيوي للهجمات المحتملة في جميع أنحاء العالم. ولم تكشف الصحيفة عن موقع المحطة، ولكن المعلومات عن أنشطتها وُردت في الوثائق المسربة التي تم تحصل عليها "إدوارد سنودن" (ضابط المخابرات المركزية السابق ومفجر الفضيحة الشهيرة) من وكالة الأمن القومي الأمريكي. وقد أثارت تقارير صحيفة "الغارديان" حول هذه الوثائق في الأشهر الأخيرة نزاعا مع الحكومة وكذا خبراء أمنيين من (GCHQ) لمراقبة تدمير الأقراص الصلبة التي تحتوي على البيانات. وتُعتبر محطة الشرق الأوسط ذات قيمة خاصة من قبل البريطانيين والأميركيين، لأنه يمكن الوصول إلى الكابلات البحرية التي تمر عبر المنطقة، ويتم نسخ جميع الرسائل والبيانات التي تم تمريرها ذهابا وإيابا على الكابلات في "مخازن" الكمبيوتر العملاقة ثم تُمحص البيانات ذات الأهمية الخاصة. وقد وردت معلومات عن المشروع في وثائق 50 ألف (GCHQ) أن السيد سنودن تحميلها خلال عام 2012. جاء كثير منهم من موقع المعلومات على غرار ويكيبيديا داخلية تسمى GC-الويكي. على عكس ويكيبيديا العامة، ويكيGCHQ وتصنف عموما سري أو أعلى. وكشف "سنودن" الذي كان مستشار متعاقدا مع وكالة الأمن القومي الأميركية تفاصيل عن نشاطات تجسسية تقوم بها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وذلك عبر صحيفة الغارديان مطلع العام الجاري. وقد منحته روسيا لجوءا مؤقتا ليتجنب ملاحقات في الولاياتالمتحدة. وقد أعلنت صحيفة "الغارديان" مطلع الأسبوع الجاري أن الحكومة البريطانية أجبرتها على إتلاف الملفات السرية التي استندت إليها لتحقيق هذا السبق. وكشف مقال نشره مدير تحرير الصحيفة البريطانية "الان راسبريدغر"، الثلاثاء، أنه تلقى اتصالا من "مسؤول حكومي رفيع جدا" ثم من "شخصيات غامضة في وايتهول"، الحي الذي يضم مكاتب الوزارات في لندن. وقال إن "الطلب نفسه تكرر بتسليم المواد التي وفرها سنودن أو إتلافها". ونشرت "الغارديان" الاربعاء تفاصيل عن الطريقة التي ضغط بها "موظفان بريطانيان كبيران" من دون ذكر اسمهما، على إدارة الصحيفة كي تتلف الوثائق. وكتبت الصحيفة في هذا: "قالا إنهما يخافان من أن تتمكن حكومات أجنبية، وخصوصا روسيا والصين، من قرصنة شبكة الغارديان". ووصفت الصحيفة هذه العملية بأنها "خطوة رمزية عبثية جدا"، لأن هناك نسخا أخرى بحيازة صحف أميركية وبرازيلية.