صحيفة الغارديان البريطانية تنتقد تجاهل الاتحاد الأوروبي للقضية رصدت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية معاناة المهاجرين الغير شرعيين القادمين من دول افريقية نحو المغرب ، حيث لجأت سلطات هذا البلد الى طرق غير انسانية في تجنب موجات اللاجئين التي تتوافد عليها كل سنة في اطار رحلة عبورهم نحو الضفة الشمالية للبحر المتوسط ، فحتى هذه القضية الانسانية استعملتها في خلافاتها مع الجزائر. فقد نقلت الصحيفة عن مهاجرين غير شرعيين دخلوا الى التراب المغربي من أجل الوصول الى مدينة مليلية التي تحتلها اسبانيا حاليا ، أن السلطات المغربية قامت باعتقال العشرات منهم ، ثم نقلتهم الى المنطقة الحدودية مع الجزائر على بعد 75 كيلومتر من مدينة وجدة شرق المغرب ، تاركة اياهم في الطبيعة من دون مأوى و لا طعام ، الا القليل منه يزودهم به محسنون في أحد المساجد المجاورة ، في محاولة منها لدفعهم للعبور نحو الجانب الجزائري من الحدود ، من دون مراعاة للظروف المزرية التي يعاني منها هؤلاء الأفارقة. و انتقدت الصحيفة هذه المعاملة المغربية للمهارجرين الغير الشرعيين ، حيث يتلقى سنويا العشرات من ملايين اليورو ، لتشجيعه على عدم السماح لهم بالعبور نحو أوروبا ، و توفير الرعاية لهم الى غاية ترحيلهم الى دولهم ، و عند سؤالها أحد المتحدثين باسم الاتحاد رد عليهم أن "هذه المبالغ المالية التي تدفع للمغرب سنويا تأتي في اطار تدعيم قدرات السلطات المغربية في مكافحة الهجرة الغير شرعية ، و من بينها تشديد الرقابة على الحدود" ، من دون أن يعلق حول مدى التزام المغرب بالتزاماته لقاء هذه المساعدات المالية. و اعتبرت الصحيفة أن هذا التعامل الأوروبي مع السلطات المغربية التي ثبت عليها بواسطة الكثير من الأدلة و الشهادات أنها تسيء معاملة المهاجرين غير الشرعين و تتغاضى على فساد أجهزتها الأمنية التي تسمح لهؤلاء بالدخول الى التراب المغربي ، ثم تشرع في استغلالهم و ابتزازهم الى غاية استنفاذ كل الأموال التي معهم ، ثم تستعملهم في خلافاتها مع الجزائر عبر حشدهم قرب الحدود مع الجزائر . يذكر أن قضية حشد المغرب للمهاجرين على الحدود الغربية للجزائر ، ليست بالحديثة ،حيث أثارتها جمعيات حقوقية مغربية ، و منها جمعية الريف لحقوق الإنسان إنها توصلت يوم السبت الماضي بمعلومات تفيد بوجود ثلاثة مهاجرين من مالي حاصلين على صفة اللجوء من طرف المندوبية السامية لشؤون اللاجئين بالمغرب، بمركز للشرطة بمدينة الناظور شمال المغرب، تم توقيفهم بالمناطق المجاورة لهذه المدينة، ضمن 140 مهاجرة ومهاجرا. وأضاف بلاغ الجمعية "حين انتقالنا إلى المداومة التابعة لها، وجدنا الحافلات الثلاث التي تضم هؤلاء المهاجرين قد انطلقت في اتجاه الحدود المغربية الجزائرية، وقمنا حينها بمنح أسماء المهاجرين الثلاثة للمسؤول عن المداومة للتنسيق مع عناصر الشرطة المتواجدين على متن الحافلات أو بمدينة وجدة، لكنه أخبرنا بعدم فلاحه في ذلك بعد محاولات متكررة". وقال البلاغ أيضا ان الجمعية توصلت الى معلومات تفيد بوجود مهاجرين لدى الدرك الملكي المغربي بالناظور، من ضمنهم خمس نساء حاصلات على صفة اللجوء من طرف المندوبية السامية لشؤون اللاجئين بالمغرب، من بينهن أم تركت مولودتها ذات السبعة أشهر بإحدى غابات الناظور، ومن ضمن هؤلاء المهاجرين ما يناهز عشر حوامل وأربعة رضع وسبعة قاصرين مرافقين، وكذلك إمرأتان غير حاصلتين على صفة اللجوء تركت إحداهما طفلتيها التوأمين عمرهما ثلاث سنواتفي غابة بنفس المنطقة، وأخرى تركت ابنتها ذات الثلاث سنوات كذلك..