أكدت المباراة البطولية التي لعبها المنتخب الوطني أمس الكثير من الملاحظات والانتقادات التي طالما وجهت للناخب الوطني رابح سعدان . فرغم أنه استطاع أن يبني فريقا في ظرف قياسي وأن يؤهله إلى نهائيات أمم إفريقيا وكأس العالم، إلا أنه ظل متمسكا طيلة مشواره ب''ثقافة تكتيكية'' لم يعهدها الجزائريون ولا تمثل ''روح كرة القدم'' الجزائرية. سعدان أصر في كل مرة على إعطاء الأولوية للدفاع، والاحتفاظ بالنتيجة خلال المباريات حتى وإن كانت تعادلا.. لم يلعب ورقة الهجوم حتى خلال المباراة الترتيبية أمام نيجيريا في كأس أمم إفريقيا، وظل في كل مناسبة ''يكبح'' جماح اللاعبين ويركز على الدفاع ووسط الميدان الدفاعي في رحلة البحث عن اللاعبين لتدعيم الفريق قبل المونديال. لكن أكثر ما أثار الانتقادات تجاه ''الشيخ'' هو ''برودته''. فسعدان، عكس كل مدربي العالم، لا يقوم من مكانه ولا ينزعج ولا يدعّم اللاعبين حتى والفريق خاسرا! لا ندري ماذا حدث في الفترة بين مباراة سلوفينيا وإنجلترا، لكن سعدان ''اقتنع'' أخيرا بما كان يبدو بديهيا للجميع ومن الوهلة الأولى: إشراك لحسن ويبدة وبودبوز كأساسيين، و''المغامرة'' في الهجوم دون عقدة ولا خوف، وإطلاق العنان للاعبين كي يبدعوا ويلعبوا كرة القدم.. رابح سعدان لم يكتف بذلك، بل قام من مقعده لأول مرة منذ عهدناه على رأس الفريق الوطني!! الجزائريون لم يطلبوا من سعدان المستحيل ولم يطالبوه بالفوز بكأس العالم.. طلبوا فقط أن يلعب الفريق ''كرة قدم'' وأن يشاهدوا فريقهم ومدربهم بمعنويات وروح ''الفائزين'' وليس ''القاعدين''.. يبدو أن الرسالة وصلت أخيرا، والأمل كل الأمل أن لا تعود ''ريمة لعادتها القديمة''.. أمام أمريكا الأربعاء القادم!.