مدراء الصحة متخوفون من فقدان مناصبهم مصادر تؤكد إقالة الأمين العام بالوزارة و15 مديرا ولائيا بدأ مدراء الصحة عبر 48 ولاية في عد أيامهم على رأس مديرياتهم، بعد تعيين عبد المالك بوضياف وزيرا جديدا للقطاع خلفا لعبد العزيز زياري، الذي مكث فيه سنة واحدة فقط، قبل أن يغادر الطاقم الحكومي نهائيا في التعديل الأخير منذ أقل من أسبوعين، بعد ورود معلومات تفيد بإجراء حركة تغيير واسعة قريبا، وإنهاء مهام 15 مديرا حاليا، وتعيين 25 جدد من خريجي المدرسة الوطنية للتسيير. ونقلت مصادر ل"البلاد" مقربة من محيط الوالي السابق لوهران عن هذا الأخير قوله إنه "سيقوم بثورة كبيرة في قطاع الصحة"، وكشفت أنه سيجري حركة تغيير واسعة تمس مدراء الصحة عبر 48 ولاية، هي الثانية من نوعها في ظرف أقل من سنة، حيث أجرى سابقه عبد العزيز زياري حركة مماثلة شهر ماي الماضي، ما يرهن استعادة الاستقرار بهذا القطاع "الملغم" بالمشاكل، والذي تعد من أهم عوامل غليانه وتعثر الحلول الجذرية له، التغييرات المتكررة وعدم تعمير الوزراء طويلا على رأسه، إذ عرف في فترة خمس سنوات الأخيرة والتي تعادل عهدة كاملة تعاقب أربعة وزراء، بدأ بسعيد بركات الذي تسلم حقيبة الصحة سنة 2008 وعمر فيها سنتين، ليخلفه جمال ولد عباس لسنتين أيضا، ثم عين عبد العزيز زياري بدلا عنه غير أن عهدته على رأس القطاع لم تتعد السنة، ليتم مؤخرا تعيين الوالي السابق لوهران عبد الملك بوضياف وزيرا للصحة. يذكر أن كل الوزراء السابقون أثبتوا فشلهم في تسيير قطاع الصحة، واحتواء مشاكله، حيث تحول القطاع في السنوات الأخيرة إلى مسرح للاحتجاجات والإضرابات التي لا تتوقف، ولم يتمكن أي من الوزراء المذكورين من التصالح مع النقابات الممثلة للشريك الاجتماعي، ولا من إزالة حالة التذمر القصوى السائدة لدى المرضى. وحسب المعلومات التي استقتها "البلاد"، فإن الوزير الجديد سيقوم بتعيين 25 مديرا جديدا للصحة متخرجين من المدرسة الوطنية للتسيير، وفي المقابل سيقيل 15 مديرا، سيكشف عن أسمائهم لاحقا، عقب إتمام لجان التفتيش والتحقيق التي كلّفها بالقيام بحملات فجائية لكافة المستشفيات لتقريرها الأخير عن وضعية المؤسسات الصحية، وسيكون الطرد مصير المدراء الذين ترد عن مؤسساتهم تقارير سوداء، حسب المصادر ذاتها. من جانب آخر، أوضحت المصادر أن الوزير ينوي الاستغناء عن الأمين العام للوزارة عبد الحق سايحي، وتعويضه برجل آخر يرجح أنه المدير الحالي للمستشفى الجامعي بوهران. يذكر أن جل المدراء الولائيين للصحة ومدراء المؤسسات الاستشفائية كانوا في وضعية استعداد وترقب خلال اليومين الماضيين، بعد انتشار أخبار عن مداهمة عدد منهم من قبل مفتشين انتقاهم الوزير شخصيا للقيام بحملات تفتيش "سرية"، ورفع تقارير بكل صغيرة وكبيرة في هذا الشأن. وكان بوضياف قد أعلن مباشرة بعد تسليمه حقيبة الصحة أنه لا يخشى مشاكل قطاع الصحة، وأنه قادر على رفع التحدي وتحسين تسييره. كما أكد وضعه لخطّة عمل جديدة في الأيام المقبلة، تمكن من "تسيير القطاع بوتيرة لم يعرفها من قبل" .