دفاع رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي يطلب محاكمته دوليا مقتل قائد الشرطة العسكرية على يد مسلحين في بنغازي وجه رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الشكر لميليشيا مسلحة على إنقاذه بعد ساعات من خطفه من فندقه في طرابلس الأسبوع الماضي على أيدي مسلحين ينتمون لميليشيا منافسة. وحتى بالنسبة لمواطني ليبيا الذين اعتادوا على البدايات العاصفة لديمقراطيتهم؛ سلط خطف زيدان من فندق كورينثيا، وفق تقرير لوكالة "رويترز"، الضوء على قوة المقاتلين السابقين بعد عامين من إطاحتهم بالعقيد معمر القذافي وعلى مخاطر التناحر فيما بينهم. وتوجهت قوات الشرطة والجيش الليبي الناشئ إلى مكان الحادث لكن عناصر الميليشيا السابقين أظهروا أن لهم اليد العليا في نزاع بين الزعماء القبليين والإسلاميين المتنافسين على غنائم ما بعد الانتفاضة في ليبيا المنتجة للنفط. وبسبب هذا النزاع أصبحت ليبيا أقرب إلى خوض حرب جديدة تهدد المكاسب الديمقراطية للانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي. واضطرت الحكومة الليبية المركزية العاجزة عن استعادة السيطرة على بلد تنتشر فيه بكثافة أسلحة تعود لعصر القذافي إلى محاولة إدماج الميليشيات في أجهزة أمن شبه رسمية لا تسيطر عليها جيدا. وقال زيدان للصحفيين بعد إنقاذه مشيرا إلى منتقدين في البرلمان يعتزمون إجراء تصويت على سحب الثقة من حكومته لاتهامه بالفشل في إقرار الأمن؛ إنه يريد بناء دولة لها جيش وشرطة ومؤسسات لكن هناك من يريد عرقلة هذا. ولم تشهد العاصمة طرابلس اشتباكات كبيرة بين الميليشيات مثل مدينة بنغازي في شرق ليبيا، لكن الصراع واضح للعيان حيث يجلس مسلحون من جماعتين متنافستين في شاحنات مشهرين أسلحة مضادة للطائرات في أجزاء مختلفة من العاصمة. وفي الأثناء، قال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين قتلوا قائد الشرطة العسكرية الليبية، فيما كان يهم بمغادرة منزله في مدينة بنغازي بشرق ليبيا لأداء صلاة الجمعة. وأوضح المصدر أن عدة طلقات أصابت احمد البرغثي ونقل إلى المستشفى حيث توفي هناك. من ناحية أخرى، قدمت هيئة الدفاع عن عبد الله السنوسي، وهو رئيس المخابرات الليبية في عهد الراحل معمر القذافي، استئنافا في موافقة المحكمة الجنائية الدولية على محاكمة السنوسي في ليبيا، وطلبت أن تتم المحاكمة في مقر المحكمة في لاهاي. وقال المحامي بن اميرسون، محامي السنوسي، في وثيقة تم نشرها "إن ليبيا لا تملك القدرة ولا الإرادة لتنظيم محاكمة عادلة للسنوسي، وقد أخطأت المحكمة في قرارها بأنه لا يمكنها النظر في القضية". وكان قضاة المحكمة الجنائية الدولية وافقوا، الجمعة الماضي، على أن تحاكم ليبيا السنوسي، وهي سابقة تاريخية للمحكمة، معتبرين أن الإجراءات الحالية في البلاد تجعل إجراءات لاهاي غير مقبولة. وتنصّ معاهدة روما التي تأسست عليها المحكمة الجنائية على أنه لا يمكنها بدء إجراءات ومحاكمة مشتبه به إلا إذا كانت بلاده عاجزة أو لا تريد القيام بذلك. وقرر القضاة أن الإجراءات في ليبيا تمت من السلطات المختصة وهو ما لا يوافق عليه محامي السنوسي. وكتب اميرسون أن السنوسي "معتقل في ليبيا منذ 13 شهرا دون أن يتمكن من رؤية محاميه رغم الطلبات المتكررة لاستشارة محام"، مشيرا إلى أن السنوسي مقطوع عن العالم، حيث إنه تم رفض طلبات الترخيص لرؤية أفراد أسرته. وستقرر محكمة في طرابلس في 24 أكتوبر، إذا كانت ستتهم سيف الإسلام القذافي وعبد الله السنوسي وباقي كبار مسؤولي نظام معمر القذافي.