قسنطينة وعنابة تتأهبان وتضبطان ساعتيهما على عقارب لقاء "الخضر" ضد بوركينافاسو يوما فقط قبل موعد المباراة الهامة التي تنتظر المنتخب الجزائري ضد نظيره البوركينابي في إطار الدور الفاصل المؤهل لمونديال البرازيل، عاشت ولا تزال تعيش مدن الشرق الجزائري على وقع هذه المباراة ورغم الأجواء الباردة والأمطار الغزيرة التي تساقطت في اليومين الماضيين، إلا أن ذلك لم يمنع عشاق المنتخب الجزائري من الخروج بقوة للشوارع والاحتفال إيذانا بقرب موعد أشبال حاليلوزيتتش في مونديال البرازيل 2014 بعد اجتيازهم عقبة الخيول وفي هذا الشأن، تعيش مدينة قسنطينة عاصمة الشرق وكذا مدينة عنابة جوهرة الساحل أجواء رائعة يصنعها محبو المنتخب الجزائري الذين أطلقوا العنان لمنبهات السيارات في أهم شوارع المدينتين. السنافر يجوبون شوراع عاصمة الشرق حتى ساعات متأخرة بالرايات الوطنية حديثنا الأول سيكون عند ظاهرة أنصار الفريق المحلي لمدينة قسنطينة، وهو فريق شباب قسنطينة بأنصاره المعروفين باسم السنافر والذين أصبحوا ظاهرة حقيقية في مختلف الملاعب وها هم يتجندون هذه المرة ويلتحمون يدا واحدة لمؤازرة المنتخب الجزائري، حيث يجوبون وسط المدينة ومختلف الأحياء الشعبية يتقدمها واد الحد، الدقسي والقماص وكذا جنان الزيتون إلى ساعات متأخرة من الليل وهم حاملين الرايات الوطنية ومنادين بحياة رفقاء براهيمي. تنافس كبير على تعليق أكبر علم وطني بالعمارات وحتى الأحياء الكبرى وتتنافس مختلف الأحياء وآلاف المناصرين على الفوز بلقب أكبر راية وطنية عملاقة، حيث شاهدنا خلال الأسبوع المنقضي عشرات الأعلام الوطنية التي وصل طولها إلى أكثر من 50 مترا معلقة على العمارات وحتى في شارع الصنوبر المؤدي إلى وسط المدينة وغيرها من الأحياء التي لا يخلو الحديث فيها حتى لدى العنصر النسوي إلا عن المباراة المؤهلة لمونديال البرازيل. ساحة دار الثقافة آل خليفة تحولت إلى سوق لبيع أقمصة "الخضر" والأعلام الوطنية وتحولت الساحة المحاذية لمقر دار الثقافة محمد العيد آل خليفة وسط المدينة إلى سوق كبير تعرض فيه مختلف المنتوجات من أقمصة وحتى بذلات رياضية للمنتخب الجزائري وكذا الرايات الوطنية وكل ما له علاقة بالتشكيلة الوطنية ولونه أحمر، أبيض وأخضر، حيث يتقدم كل من يرغب في شراء شيء يرمز "للخضر" إلى تلك الساحة لشراء ما يريده، كما سجلنا أمس تواجد حتى تذاكر اللقاء تباع في السوق السوداء بمبلغ 7000 دينار جزائري. طريق سطيف ملتقى عشاق الخضرة ولا حديث إلا عن غزو تشاكر يوم الغد من جهتها، فإن المقاهي المنتشرة على طول شارع عواطي مصطفى المعروف في عاصمة الشرق باسم طريق سطيف تعيش على وقع الحدث، حيث علق ملاكها الرايات الوطنية، كما أصبح المئات من المناصرين يلتقون هناك لمعرفة أخبار وجديد التشكيلة قبل لقاء الغد والذي يراه الجميع حاسما، كما قرر العشرات من أنصار السنافر الموك التنقل غدا وبقوة إلى ملعب تشاكر ومنذ ساعات مبكرة حتى يحجزوا أماكنهم ليناصروا أشبال حاليلو بقوة ويكونوا حاضرين في مباراة التأهل للمونديال. مئات الأنصار يحجزون بمقهى الرحمانية وشيشة 5 جويلية الملتقى مثلما كان عليه الحال سنة 2009 قبيل مواجهة أم درمان ضد الفراعنة، تعاد نفس السلوكات للأنصار هذه السنة، حيث يحجز المئات منهم لمشاهدة اللقاء بالمقاهي وغيرها من قاعات الشاي والشيشة وتعتبر شيشة 5 جويلية التي تسمى مقهى الرحامنية ملتقى الأنصار الذين يصرون على متابعة اللقاء هناك عبر جهاز الداتاشو والاحتفال هناك عند صاحبها رياض المعروف عنه عشقه للخضر حيث سبق له أن دعا الشيخ سعدان إلى هناك. "الكور" يعيش أجواء استثنائية وذكريات مباراة المغرب 2011 في الأذهان نتحدث عن مدينة عنابة الآن التي ضبط سكانها ساعتهم على توقيت مباراة الغد التي تلعب في الساعة السابعة والربع ، حيث تعيش ساحة "الكور" أجواء استثنائية بعدما قام الأنصار بكراء مكبرات الصوت التي وضعوا فيها أغاني وطنية ممجدة للتشكيلة الجزائرية وجيل أم درمان والشيء الملاحظ أن تلك الأجواء أعادت سكان بونة سنتين إلى الوراء أو أكثر وبالضبط إلى مباراة تصفيات الكان التي واجه فيها رفقاء يبدة المنتخب المغربي وتفوقوا عليه بهدف لصفر. ساحة المسرح الجهوي تسببت في ازدحام حركة المرور بسبب التوافد غير المسبوق للأنصار من جهتها، فإن الساحة المتواجدة أمام مقر المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بوسط المدينة عرفت إقبالا كبيرا لأنصار "الخضر" في الساعات القليلة الفارطة، حيث تجمع أنصار الاتحاد المحلي هناك وعشاق الخضرة، حيث يبيعون أقمصة المنتخب ويتبادلون أطراف الحديث، مما تسبب في زحمة كبيرة لحركة المرور عجز حتى رجال الأمن في إعادتها لطبيعتها بسبب تلقيهم تعليمات من مدير الأمن الولائي بعدم التعرض للأنصار ومضايقتهم قبل، أثناء وبعد مباراة الغد.