تعيش البليدة حركة غير عادية بدأت منذ أيام لكن الأجواء زادت حدة في اليومين الأخيرين لتبلغ مظاهر الاستعداد لهذا اللقاء أوجها مع اقتراب موقعة الحسم بملعب "تشاكر"، فكل واحد من مناصري "الخضر" يعد العدة بطريقته الخاصة سواءا لمؤازرة المنتخب الوطني من فوق المدرجات أو خلف الشاشة الصغيرة، وكل منهم يحضر بطريقته الخاصة للاحتفال بالتأهل. لا صوت يعلو فوق صوت "الخضر" لا صوت يعلو فوق صوت "الخضر" هذه الأيام في البليدة، فلا حديث لدى العائلات وفي الشوارع وكذا في المقاهي سوى عن مباراة المنتخب الوطني وكل واحد يتكهن بنتيجتها، ونادرا ما تجد المواطنين يتحدثون عن أمور أخرى غير مواجهة المنتخب الوطني، خصوصا أن اللقاء سيجري في البليدة، وحتى الذين ليسوا شغوفين بكرة القدم في الأيام العادية يتسابقون من أجل الحصول على تذكرة دخول المدرجات أو لفت الانتباه على أنهم في الموعد بما أن الأمر يتعلق بالراية الوطنية. عائلات تتسابق لوضع أكبر راية تتسابق بعض العائلات في ولاية البليدة من أجل وضع أكبر راية على سطح العمارات والمنازل، حيث تحاول كل عائلة أن تتحدى الأخرى وتؤكد أنها في الموعد، حيث كشفت إحدى العائلات أنها لجأت إلى جمع مبلغ من المال ما بين أفراد العائلة الواحدة من أجل تصميم راية عملاقة يبلغ طولها 100 متر لأنها تريد أن تصنع الاستثناء في هذه المباراة. كل المنازل والسيارات مزينة بالرايات الوطنية على غرار معظم أرجاء الوطن، فإن جميع المباني والمنازل وكذا السيارات مزينة بالراية الوطنية تحضيرا لهذا العرس الكبير، والزائر لمدينة البليدة هذه الأيام يتأكد فعلا أن هذه المدينة مقبلة على احتضان حدث رياضي كبير وعرس هام، ويأمل الجميع أن تكون البليدة فأل خير على الجزائر والمنتخب الوطني مثلما كانت عليه سنة 2009 عندما حقق أشبال المدرب السابق رابح سعدان تأهلا تاريخيا إلى مونديال جنوب إفريقيا. وتتحسر على عدم حضورها المباراة في الملعب كشفت بعض العائلات من ولاية البليدة عن أسفها الشديد من عدم قدرتها على حضور هذه المواجهة المصيرية فوق مدرجات ملعب "تشاكر"، حيث أوضحت إحدى العائلات في تصريح ل"البلاد"، أنها راسلت أكثر من مرة مسؤولي مركب تشاكر وكذا مديرية الشبيبة والرياضة من أجل الحصول على تذاكر المباراة ومكان خاص في المدرجات، إلا أن المسؤولين اعتذروا بحجة أنه لا يمكنهم توفير التذاكر، وهو ما أكده مدير المركب مصطفى زيدون الذي قال "نعتذر لجميع العائلات التي اتصلت بنا لحضور اللقاء لأننا لم نتمكن من توفير التذاكر لها وجميع التذاكر طرحناها في الأكشاك". الكثير من العائلات تستضيف مناصرين "للخضر" كشفت الكثير من العائلات في البليدة أنها تستعد لاستضافة مناصرين من "الخضر" من الولايات الأخرى لأن الكثير من أنصار المنتخب الوطني في الولايات الأخرى اتصلوا بأصدقائهم من البليدة من أجل إقامة ليلة اليوم عندهم حتى يكونوا في الموعد صبيحة الغد بعد فتح الأبواب بداية من الساعة التاسعة صباحا، وأكدت هذه العائلات أنها لن تجد حرجا في استضافة أنصار المنتخب الوطني من الولايات الأخرى لأن الأمر يتعلق بالراية الوطنية. أنصار "الخضر" يشرعون في غزو البليدة اليوم تشير كل التقديرات إلى أن أنصار المنتخب الوطني من الولايات الأخرى سيشرعون في غزو مدينة البليدة بداية من اليوم، أين قرر الكثير منهم قضاء الليلة في مدينة الورود برفقة بعض أنصار البليدة، فيما قرر آخرون الالتحاق بالملعب في ساعة مبكرة من صبيحة الغد، ومن المؤكد أن البليدة ستعرف اليوم ليلة بيضاء ولن تنام، والهدوء الذي تعرفه ليلا سيكسره أنصار المنتخب الوطني هذه المرة. كل المشاريع مؤجلة إلى ما بعد تأهل "الخضر" بعيدا عن العائلات، فإن أنصار المنتخب الوطني في البليدة من الشباب قرروا تأجيل جميع مشاريعهم وانشغالاتهم إلى ما بعد تأهل "الخضر" إلى المونديال، حيث كشف أحد المناصرين من واد العلايڤ أنه كان على موعد مع سفرية عاجلة إلى فرنسا اليوم لكنه فضل تأجيلها إلى الأسبوع المقبل لأنه لا يريد أن يغادر أرض الوطن خشية تضييع هذه المباراة التي يريد حضورها من فوق المدرجات، وهو مثال على الكثير من الشباب الذين أجلوا انشغالاتهم إلى ما بعد الثلاثاء. إجماع على أن المنتخب سيفوز بفارق أكثر من هدف من خلال احتكاكنا بالكثير من الأنصار في البليدة فقد سجلنا تفاؤلا مفرطا لدى الكثير من المناصرين الذين قالوا إن المنتخب الوطني سيفوز بفارق أكثر من هدف واحد وأغلب الأنصار يشيرون إلى هدفين أو ثلاثة بالنظر إلى قوة المنتخب فوق أرضية ميدانه، في حين أن بعض الأنصار يرون أن المهمة صعبة ويتوقعون فوز "الخضر" بهدف واحد فقط، مشيرين إلى أن أرضية الملعب قد تصعب من مهمة اللاعبين نوعا ما، خاصة أنها ستكون زلجة بفعل الأمطار التي تتساقط على البليدة وضواحيها في الأيام الأخيرة. كل ما يتعلق بالمنتخب الوطني يباع في البليدة استغل بعض الشباب هذه المباراة المصيرية من أجل كسب قوتهم من خلال عرض كل ما يتعلق بالمنتخب الوطني للبيع من رايات، أقمصة، أشرطة فيديو، ووسائل التشجيع الأخرى مثل "الفوفوزيلا"، حيث تعرف هذه التجارة رواجا كبيرا في الأيام الأخيرة، ولم يتوان البعض في التأكيد أن عدد الرايات الوطنية التي تم بيعها فاق الحدود ومعظم التجار حققوا مكاسب مالية معتبرة في الأيام الأخيرة. حسرة كبيرة على عدم سعة مدرجات الملعب الشيء الوحيد الذي تحسر عليه أنصار المنتخب الوطني في البليدة هو طاقة استيعاب ملعب تشاكر الذي لا يمكنه استيعاب أكثر من 30 ألف مناصر، حيث يرى الأنصار أنهم كانوا يفضلون لو كانت طاقة استيعابه مثل مركب 5 جويلية حتى يتسنى لأكبر عدد منهم ولوج المدرجات ومؤازرة المنتخب الوطني عن قرب. الأنصار يطالبون بالحماية بعد المباراة رغم مظاهر الفرحة التي تعم البليدة والأنصار بصفة عامة والاستعداد للاحتفال بالتأهل، إلا أن ذلك لم يمنع الأنصار من توجيه نداء إلى قوات الأمن من أجل العمل على حماية الأنصار بعد نهاية المباراة لأن بعض المنحرفين يستغلون مثل هذه المباريات الكبيرة من أجل الاعتداء على المواطنين وسلبهم ممتلكاتهم مثلما حدث في العديد من المباريات التي جعلت بعض الأنصار عرضة للسرقة والاعتداءات ليلا بعد خروجهم من الملعب. يأملون أن يكون المنتخب الوطني في يومه يأمل أنصار المنتخب الوطني أن يكون أشبال المدرب حاليلوزيتش في يومهم ويقدمون مباراة في القمة، وأشار الأنصار إلى أنه لا بديل عن لعب لقاء كبير وتحقيق التأهل بالأداء والنتيجة والتأكيد أيضا أن المنتخب الوطني كان يستحق حسم التأهل في موقعة الذهاب لولا الحكم سيكازوي الذي أثر كثيرا على معنويات اللاعبين، فضلا عن الفرص التي ضيعها الخط الأمامي. ويعدون بمفاجآت بعد تأهل "الخضر" وعد أنصار "الخضر" بمفاجآت كبيرة في حال تأهل "الخضر"، حيث كشف بعض الأنصار أن الطريقة التي سيحتفلون بها بعد نهاية المباراة ستبهر الجميع، فيما ردد آخرون أن البليدة ستقضي ليلة بيضاء بعد التأهل وإلى غاية بزوغ فجر الأربعاء لأن مثل هذه الفرحة لا يمكن أن تتكرر في كل مرة.