عبد المؤمن خليفة،هو رجل أعمال جزائري مؤسس مجموعة الخليفة ، والمدير العام لبنك الخليفة. تورط في قضية فساد شهيرة في الجزائر عام 2002 ، وهرب إلى بريطانيا وتم تسليمه للسلطات الجزائرية في جويلية 2009.بدأ العد العكسي لحكاية إمبراطور (الورق) رفيق عبد المؤمن، الذي شغل الناس وجرّهم خلفه وهو يبني إمبراطوريته المالية في لمح البصر والسمع، وشغلهم أكثر وهو يجرّ جيوشا من المشاهير والساسة نحو المحاكم كشهود وكمتهمين وسيظل يشغلهم وهو ينعم بحريته في إنجلترا ويعاني جيشه من ويلات المساءلة. في الفاتح من أكتوبر الماضي 2006، بلغ سن عبد المؤمن رفيق الأربعين فقط.. وإسمه الحقيقي هو رفيق عبد المؤمن خليفة، من مواليد مدينة بجاية، ويقال أن والده "لعروسي خليفة" شارك في الثورة التحريرية، ولكن المؤكد أن الوالد بعد الإستقلال تقلد عدّة مناصب مرموقة، خاصة في وزارة الطاقة والصناعة. إنتقل الوالد لعروسي إلى باريس، حيث واصل دراسته وحصل على شهادة مهندس في الزراعة، وفي بلدية الشراقة بنواحي العاصمة، عرف خلال الثمانينات بالصيدلية التي فتحها وذاع صيتها إلى أن توفي عام 1990 وعمر إبنه رفيق لا يتجاوز الرابعة والعشرين ومستواه المادي متوسط على العموم ومهدّد بالفقر بعد رحيل الوالد.. ولكنه مع ذلك ورث صيدلية وليس شيئا آخر. يشهد رفقاء "رفيق خليفة"، على ثقافة الشاب الذي كان يقرأ الكتب التاريخية والدينية باللغات الثلاث الإنجليزية والفرنسية وخاصة العربية برغم دراسته في الصيدلة التي انتزع فيها ديبلوما وعمره 20 سنة، ولم يمر على رحيل أبيه إلا سنتين أي في عام 1992، حتى جسّد فكرة تصنيع الأدوية واكتسح سوق هذه التجارة الجديدة في الجزائر، وفي عام 1998، أنشأ بنك الخليفة وازدان فراشه بابنته البكر (ميليسا) ، لتعيش طفولة متميّزة مع أب ألحق البنك بمشروع أبان الخليفة للعالم بأسره وهو الخليفة للطيران عام 1999 التي امتلكت في زمن قياسي 21 طائرة، وكان يقول قبل انهيار إمبراطوريته بأنه رصد حوالي ملياري دولار لشراء 18 طائرة إيرباص، وبينما كانت شركات الطيران الشهيرة الإيطالية والسويسرية والفرنسية تبتلع (مسامير) الأزمة كانت شركة الخليفة تتعملق وتسيطر على الفضاء حتى قارب عدد عمال الشركة 13 ألف (نسمة أو عامل) وبلغ رقم أعماله 2000 مليار دولار . رفض رفيق عبد المؤمن، البقاء في الظل، فهزّ عالم كرة القدم في 15 جوان 2001، عندما منح فريق مارسيليا مبلغ 90 مليون فرنك فرنسي (9 ملايير بالعملة الجزائرية)، ثم أقام في 3 سبتمبر 2002 حفلة خُرافية نقلتها مختلف وسائل الإعلام، بل وصفها البعض بحفلة القرن، إذ جرت أحداثها في أجمل قاعة في العالم في مدينة النجوم (كان) الفرنسية وحضرتها ملكات جمال العالم والفن مثل كلوديا شيفر وناعومي كمبل وستينغ وبونو ودونيف وديبارديو وميلاني غريفيت وباميلا أندرسن، ثم نقل الضيوف إلى أفخم فندق في العالم على شواطئ "الكوت دازير" وهو "ماجستيك بالاس" ليصبح رفيق عبد المؤمن عام 2002 أحد أشهر رجالات المعمورة، ولكنه حافظ على رفضه إجراء الحوارات فكان يرفض المقابلات الإعلامية، وربما هذا هو السبب في فشله الإعلامي عندما حاول شراء قناة ANN التي كان يديرها شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، كما فشل في بعث الروح في صحيفة فرنسية ميتة وكان يقول دائما أنه مدمن على قراءة جريدة "الحياة" اللندنية المعرّبة وأحسن صحيفة قامت بتشريح حقيقة (رفيق) هي Le parisein الفرنسية التي قالت أن (بيل غاتس) أغنى رجل في العالم لم يجمع المال بسرعة رفيق عبد المؤمن، وقالت أنه إذا واصل على ذات السرعة، فسيصبح أغنى رجل في جميع الأوقات.. الرجل إنفجرت أحلامه وقال مرة أنه قرّر إنشاء مدينة أحلام في الجزائر تحمل إسم "خليفة" وبها أعجب وأعظم مطار في العالم.. ولأن البداية حلم والمسار حلم، فإن النهاية كانت كلها كوابيس. 24 ديسمبر 2013 عبد المومن خليفة يسلم للجزائر تسليم رجل الأعمال الجزائري الهارب عبد المومن رفيق خليفة الى الجزائر من طرف السلطات البريطانية وفقا "للإجراءات القانونية وأحكام الاتفاقية القضائية" بين الجزائروبريطانيا. وحسب بيان لوزارة العدل فإنه "تبعا لاستنفاذ كافة إجراءات الطعن المتعلقة بتسليم عبد المومن رفيق خليفة أمام قضاء المملكة المتحدة والقضاء الأوروبي, فقد استكملت كافة إجراءات الاستلام من قبل الفريق (الجزائري) الذي تنقل يوم الأحد الماضي الى لندن لتسليم المعني بالأمر حيث تم التسليم هذا اليوم 24 ديسمبر وفقا للإجراءات القانونية وأحكام الاتفاقية القضائية بين البلدين". و كان عبد المؤمن خليفة قد حكم عليه من طرف محكمة الجنايات بالبليدة في مارس 2007 بعقوبة السجن المؤبد بعد إدانته غيابيا لارتكابه عدة جرائم ذات الصلة بتسيير المجمع الذي يحمل نفس الاسم (الخليفة). وتتمثل التهم الموجهة لعبد المومن خليفة في"تشكيل جماعة أشرار و السرقة المتكررة و التزوير و الاحتيال و خيانة الثقة و تزوير وثائق رسمية وبنكية و الرشوة و استغلال النفوذ و الإفلاس المفتعل". و من بين التهم الرئيسية الموجهة للخليفة على وجه الخصوص "السرقات التي تمت على مستوي مختلف الوكالات التابعة للبنك بأمر من عبد المومن خليفة نفسه و التسيير الفوضوي و الإهمال الذي ميز كل التحويلات بالعملة الصعبة تحت غطاء معاملات مختلفة و التي كانت في واقع الأمر -- حسب لائحة الاتهام -- عمليات اختلاس منظمة". للتذكير كان رفيق عبد المومن خليفة-- الذي لجأ الى المملكة المتحدة سنة 2003-- قد أوقف يوم 27 مارس 2007 بموجب مذكرة توقيف أوروبية صادرة عن المحكمة الابتدائية بنانتير بالضاحية الباريسية. وفي اطار هذه المذكرة, مثل الخليفة أمام محكمة "ويستمنستير" حيث وجهت إليه تهم "إعلان الإفلاس الإحتيالي" وكذا "تبييض الأموال و خيانة الأمانة". وقد أصدر القاضي البريطاني أنتوني إيفانس في 29 أوت 2007 حكما أعطى بموجبه الضوء الأخضر لتسليم الخليفة إلى فرنسا. و كان وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح قد صرح يوم 17 ديسمبر الجاري ان تسليم عبد المومن خليفة من طرف السلطات البريطانية الى الجزائر "من المفروض ان يتم قبل 31 ديسمبر 2013 إذا لم يكن هناك طعن أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان". و أوضح أن "الآجال و الطعون المنصوص عليها قانونا بالنسبة لقوانين المملكة المتحدة كلها استنفذت" و بالتالي وفي إطار هذه الاجراءات المنصوص عليها في القوانين الداخلية للمملكة المتحدة "من المفروض ان يتم التسليم قبل نهاية السنة الجارية". وكان القضاء البريطاني قد وافق على تسليم عبد المؤمن خليفة الى السلطات القضائية الجزائرية خلال الجلسة التي عقدت يوم 25 جوان 2009 بمحكمة وستمنستر بلندن حيث اعتبر القاضي تيموتي ووركمان بمقتضى هذا القرار أن التسليم "لا يتناقض مع المعاهدة الدولية لحقوق الإنسان".