أعلن سعيد سعدي رفضه مطالبة فرنسا بالاعتذار عن جرائمها المرتكبة في الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، واعتبر زعيم ''الأرسيدي'' في حوار أدلى به لأحد المواقع الأجنبية نشر في الموقع الإلكتروني للحزب، أن السلطة في الجزائر لا تلجأ إلى مطالبة فرنسا بالاعتذار عن جرائمها الاستعمارية إلا عندما تكون في مواجهة مشاكل داخلية، في إشارة إلى ما أسماه سعدي ب''المناورات السياسية'' التي أضحى يتعرض لها التاريخ المشترك على ضفتي المتوسط. وانتقل رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، للحديث عن تعاطي الجانب الفرنسي مع التاريخ الاستعماري لهذا البلد ليعلن بشكل أقرب إلى التصريح منه إلى التلميح ''مباركته تمجيد الاستعمار'' معتبرا ذلك شأنا فرنسيا داخليا، في حين تساءل عن موقف السلطات في الجزائر من التاريخ الوطني، مشيرا إلى أن كتابة هذا الأخير الذي أثار ضجة في الأوساط السياسية والتاريخية بالجزائر يندرج في سياق تسليط الضوء على هذا التاريخ. وفي الوقت الذي تجاهل فيه سعدي الخوض، ولو من باب التذكير، في جرائم فرنسا الكولونيالية طيلة أكثر من قرن و30 سنة، راح هذا الأخير يجدد توجيه اتهاماته المجانية لشخصيات جزائرية بشأن مقتل العقيد عميروش، مؤكدا ضمن هذا المنوال أن الشهيد لو وصل إلى تونس لحال دون وقوع ما أسماه بالانحراف في المسار الجزائري الذي وقع بعد الاستقلال. ولم يتوان سعدي الذي انتقد كثيرا من قبل ذوي الاختصاص في كتابة التاريخ وكذا بعض الشهود عن الحقبة التي كتب عنها، عن اتهام السلطة بتوظيف التاريخ والشرعية الثورية وقضية الاعتذار الفرنسي لأغراض سياسية، وهو ما وقع فيه سعدي حين لم يجد ما يشغل به عطالته السياسية وإفلاسه إلا بقتل العقيد عميروش وهو يقزم البطل القومي في كتابه ''ميتتان ووصية'' في بعد جهوي ضيق . وفيما اتهم سعدي السلطة بتوظيف التاريخ وبالأخص ورقة الاعتذار الفرنسي على الجرائم الاستعمارية كمهدئ للتذمر الداخلي، إلا أن ذلك لا يبرر له على الإطلاق رفضه أن تعتذر فرنسا عن جرائمها الاستعمارية مهما كانت الأسباب التي تدفع لذلك، وفي هذا التوجه للأسف يتقاطع مع مواقف أحزاب سياسية وطنية تدعي غيرتها على الجزائر في الطرح الذي قدمه سعدي في موضوع الاعتذار الفرنسي عن الجرائم الاستعمارية إذ لم تتردد هذه الأحزاب في ترديد معزوفة المزايدة الممجوجة التي سئم الجزائريون من سماعها من هذه الأحزاب التي تردد هذه العبارة كلما استيقظت على صوت قطار الأداء السياسي وقد انطلق به غيره كما حدث مع قضية غزة والقضية الفلسطينية ومع الإسلام ومع كل ما قد يسبق إلى تثمينه غير هذه الأحزاب التي تريد أن تؤدي دور ضمير الطبقة السياسية رغم حداثتها.