أظهر تقرير لمؤسسة "هينلي آند بارتنرز" الصادر في شهر أكتوبر الماضي أن جواز السفر الجزائري هو من بين أسوأ الجوازات العالمية سمعة ، و الذي لا يسمح لحامله بالدخول الى معظم دول العالم من دون الحصول على تأشيرة ، حيث تعددت الدول التي لا تعترف بجواز السفر الجزائري كوثيقة وحيدة للسفر. و يتعين على من يريد السفر من الجزائريين أن يتحمل متاعب الحصول على تأشيرة الدخول الى 171 دولة عبر العالم ، و التي تتباين سهولة الإجراءات من بلد لآخر ، في حين تضع بلدانا أخرى شروطا صارمة و قاسية تجعل الحصول على "فيزا" تتيح السفر و الإقامة على ترابها لمدة من الزمن شبه مستحيل. و لم يبلغ عدد الدول التي أعفت المواطنين الجزائريين من الحصول على تأشيرة الدخول إليها 47 بلدا ، معظمها من دول العالم الثالث ، التي لا تلقى إقبالا من طرف الشعب الجزائري للسفر إليها من أجل السياحة أو الدراسة و العمل ، فقد حلت في المرتبة ال 79 عالميا من حيث قابلية جواز السفر في كونه الوثيقة الوحيدة التي يستعملها مواطنو مختلف دول العالم من أجل السفر إلى الدول الأخرى ، و تقاسم معها نفس المركز كل من مصر و كمبوديا و الغابون، و كان يمكن ان يكون رقم الرتبة التي احتلتها أكبر بكثير لو أن الكثير من الدول التي شملها التقرير لم تتكرر في نفس الرتبة. و هو ما يستدعي الاسراع في تحسين سمعة جواز السفر الجزائري ، الذي لا يزال وفق ما هو معمول به منذ عقود و لم يتطور ليواكب العصر ، و لهذا فان دخول بلادنا عصر جواز السفر البيومتري سيجعل الحصول على تأشيرة دخول أي بلد أسهل بكثير من الوقت الراهن نظرا للعديد من الأسباب. أول سبب هو ان توصيات منظمة الطيران المدني الدولي "ايكاو" تقضي بضرورة ان يكون جواز السفر مقروءاً آلياً في كل دول العالم، في مهلة أقصاها 24/11/2015 لمنع كل الجوازات المكتوبة يدويا في العالم، و هو ما يفتقده جواز السفر "الجزائري التقليدي" ، على خلاف البيومتير الذي يحتوي على مزايا مختلفة، منها انه مزود رقاقة ممغنطة بحجم ال"سيم كارد" عالمية لكل جوازات السفر في دول العالم التي تعتمد هذه الجوازات، تحوي "معلومات معولمة" بكل الوقوعات الخاصة بصاحب الجواز ليس أقلها بصمة العين وصورة مزايا المنطقة المحيطة بالانف، والمنطقة المحيطة بالفم، والمباسم والشفاه وخطوط الجبين، واستدارات خاصة بأسفل الذقن وكل المباسم والملامح البيولوجية المتعلقة بالوجه، اضافة الى عدد كبير يكاد لا يحصى من المزايا الخاصة بصاحب الجواز. وهذه المزايا الى درجة ان ليس ثمة اي دولة ستعتمدها بالكامل نظرا لان برامجها مكلفة جدا وباهظة الاثمان الى درجة تعجز معها أكثر الدول ثراءً عن شرائها بمجملها ككل، لذلك فان كل دولة ستعتمد بعضاً من هذه البرامج تبعا لقدراتها المالية، وان بقي البرنامج الاكثر رواجا في هذا الصدد والذي يلقى رواجا في معظم الدول هو برنامج بصمة العين والتي ما ان يوضع الجواز على القارئ البصري حتى تظهر بصمة العين الحقيقية لصاحبه وتقارن مع حامله، ليتبين فورا ما اذا كان هو نفسه من يحمل هذا الجواز ام غيره. و لهذا أعلنت السلطات الجزائرية البدء في اعتماد الجواز البيبومتري لمماشاة التطور ومواكبة الحداثة . اقرأ أيضا: جميع الجزائريين ب "جوازات سفر بيومترية" قبل نهاية شهر ديسمبر 2014