يشارك في المهرجان الدولي للمونودراما الذي تحتضنه "الفجيرة" في الإمارات إلى غاية ال28 جانفي الجاري؛ نخبة من الفنانين السوريين من المعارضين لنظام بشار الأسد والمؤيدين له. وبدا واضحا أثناء تواجدهم بالمهرجان انقسامهم وانطوائهم رغم تواجدهم في الإمارات وبنفس الفندق أو المسرح الذي يشهد العروض المشاركة في التظاهرة، فتجد المعارضين منهم يرفضون مصافحة أو الاختلاط بمؤيدي النظام خاصة أمام تصاعد الوضع في سوريا ودخول الحرب عامها الثالث. وتختار يارا صبري، ماهر صليبة وأمل عرفة وعبد المنعم عمايري ومكسيم خليل وآخرون من المعارضين للنظام السوري؛ الجلوس مع بعضهم البعض على نفس طاولة العشاء أو الغداء، أو بالصف نفسه في المسرح مع رفضهم التام فتح المجال للإعلاميين من أجل إجراء لقاءات ويكتفون بأخذ صور مع معجبيهم، فيما يجلس في الناحية الأخرى المؤيدون مثل المخرج باسل الخطيب وسلوم حداد وأسعد فضة. ورغم أن المهرجانات الفنية والثقافية موعد للقاء الفنانين وتواصلهم؛ إلا أن هذه السمة بين فناني سوريا غائبة فرضها الانقسام الإيديولوجي والسياسي بسبب قضية الوطن التي لم يحسم أمرها بعد، فتجدهم يفضلون الصمت وعدم الاحتكاك ببعضهم البعض ليس خوفا ولكن احتراما للدولة المنظمة للمهرجان والتي تبقى طرفا حياديا غير مجبر على التورط في عداء بين فنانين مهمتهم في التظاهرة المشاركة والتصفيق وأخذ الصور وتسلم التكريمات بعيدا عن السياسة ومساوئها التي قد تكون سببا لفشل أي تظاهرة.. وهذا ما أكده القائمون على مهرجان الفجيرة للمونودراما الذين اعتبروا حفلهم موعدا للقاء الفنانين والنجوم لكن بعيدا عن السياسة كشرط أساسي لضمان نجاح الحدث. ويبدو أن مهرجان الفجيرة للمونودراما وفق إلى حد بعيد في جمع فنانين لم يعد يجمعهم شيئ.