تم الإعلان نهاية الأسبوع الماضي في ولاية البويرة عن مشروع لاقامة مصنع لتركيب السيارات بالمنطقة الصناعية سيدي خالد التي تبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 15 كيلومترا. و حسب مستشار الرئيس المدير العام لشركة "أركو فينا" فريد ملاك الذي صرح في حفل استقبال أقامته ولاية البويرة على شرف المستثمرين ، فان هذا المشروع يتم إنجازه بالشراكة مع المجموعة الصينية " فاو" ، التي وصفها بالرائدة في مجال صناعة السيارات ، حيث سبق لها التعامل مع العلامتين العالميتين" أودي" و "بي أم دبليو" . و أضاف نفس المسؤول أن العلامة التي ستحملها سيارات المصنع هي "فيونا"، مبديا تفاؤله الكبير بتطور نشاطات الشركة الى أن تصل الى رقم تركيب 50 ألف سيارة في السنة ، و هو رقم كبير جدا برأي الكثير من المتابعين لسوق السيارات بالجزائر ، واعد بالمشاركة في خلق الثروة بالجزائر من خلال توفير ألف منصب عمل مباشر و حوالي 10 آلاف عمل بصورة غير مباشرة. لكن مستشار الرئيس المدير العام للشركة أكد أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى ، و يحتاج أشهر عديدة حتى تظهر أولى معالمه ، و الذي قال انه سينقل ولاية البويرة من صورتها السابقة النمطية التي لا تخرجها من الولاية ذات الطابع الفلاحي ، الى عالم الصناعة من بوابة تركيب السيارات. يذكر أن الشركة القابضة الخاصة "أركوفينا" و صانع السيارات العمومي الصيني "فاو" وقعت شهر نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة على اتفاق شراكة لانشاء مصنع لتركيب السيارات النفعية في الجزائر، و يتضمن الاتفاق الذي وقعه بالأحرف الأولى الرئيس المدير العام لأركوفينا عبد الوهاب رحيم و رئيس" فاو" وانغ زهيجيان استثمارا مبدئيا قيمته 5 ملايير دينار جزاري موجه لانشاء هذا المصنع الذي من المقرر أن ينتج في مرحلة أولى 10.000 مركبة،و أوضح رحيم خلال حفل التوقيع أن هذه الشراكة القائمة على قاعدة الاستثمار 51 -49 ترمي إلى تطوير الشبكة الوطنية للمناولة قصد الوصول في غضون ثلاث سنوات من تشغيل المصنع إلى نسبة ادماج تفوق 40 بالمئة.و أكد الرئيس المدير العام لأركوفينا "أنه من المقرر استحداث في مرحلة أولى 1.000 منصب شغل دون أن يعطي تفاصيل حول مكان انشاء هذه الوحدة.و سيعمل الشريكان في ظل احترام القواعد المنظمة للاستثمار و التسهيلات التي تمنحها الحكومة الجزائرية لا سيما فيما يتعلق بمنح الوعاء العقاري". و يأتي هذا المشروع متزامنا مع التطور الذي يعرفه مشروع تركيب رونو في منطقة وادي تليلات ، و التي وجدت دعما رسميا من خلال زيارة الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال ونظيره الفرنسي جان مارك أيرو شهر ديسمبر الماضي ورشة مشروع مصنع تركيب السيارات "رونوالجزائر" ،تابع خلالها المسؤولان بعين المكان عرضا تقنيا حول مدى تقدم أشغال تجسيد هذا المشروع والتي إنطلقت في سبتمبر المنصرم. ويأتي مشروع إنجاز مصنع "رونو الجزائر" تجسيدا للإتفاقية التي وقعت في 19 ديسمبر 2012 بالجزائر العاصمة بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وسيجسد في إطار الشراكة بين الشركة الوطنية للمركبات الصناعية والصندوق الوطني للإستثمار من الجانب الجزائري وعلامة رونو من الجانب الفرنسي، حيث وضع الطرفان هدفا بانتاج أول سيارة من نوع "رونو سامبول" مصنوعة في الجزائر أواخر سنة 2014.