كشفت مصادر مقربة من محيط الرئيس بوتفليقة أنه سيعلن عن ترشحه رسميا لرئاسيات 17 أفريل 2014 خلال النصف الأول من شهر فيفري المقبل، وأنه لن ينتظر إلى غاية 4 مارس ليحسم موقفه من العهدة الرابعة، ويزيل الغموض وحالة الترقب التي تكتنف الطبقة السياسية، وهو آخر أجل لسحب ملف الترشح للاستحقاقات الرئاسية التي تفصلنا عنها أسابيع قليلة. ولم تحدد مصادر "البلاد" تاريخا معينا لإعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه لعهدة رابعة، ولا كيفية إعلان الترشح سواء كان عبر خطاب مباشر يوجهه الرئيس للشعب، أو عبر خطاب مسجل تبثه القناة التلفزيونية الرسمية، أو من خلال بيان رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية، وكلها إجراءات صحيحة من الناحية الدستورية. غير أن المصادر أكدت أن الإعلان الرسمي عن ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة لن يتجاوز النصف الأول من شهر فيفري المقبل. ومن شأن إعلان بوتفليقة ترشحه لعهدة رابعة أو عدمه إزالة الضبابية والجمود المُخيِّم على المشهد السياسي على بعد أيام فقط من الرئاسيات. حيث أسقط صمت الرئيس الطبقة السياسية في حالة ترقب وعدم الستقرار على موقف معين، خاصة أن العديد من الأحزاب ربطت مشاركتها في الرئاسيات بعدم ترشحه، في حين حزمت فيه الأحزاب الإسلامية حقائبها باكرا وقررت مغادرة المشهد الرئاسي ومقاطعة موعد 17 أفريل. وفندت المصادر ذاته الخبر الذي تداولته بعض وسائل الإعلام عشية أول أمس، نقلا عن أحد منشطي الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، المدعو عبد الغني تهامي والذي أكد أن بوتفليقة قرر عدم الترشح لخوض سباق الرئاسيات. وقالت إن الرئيس قد حسم مسألة ترشحه وسيكشف عن ذلك في الأيام القادمة، وستتكفل مجموعة أحزاب في تنشيط حملته الانتخابية عبر الوطن، ممثلة في حزب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، الحركة الشعبية الوطنية وتجمع أمل الجزائر. وقد سارع ممثلو هذه الأحزاب التي باشرت حملة مسبقة لصالح العهدة الرابعة إلى تجديد مساندتها للرئيس بوتفليقة ودعوتها له لدخول سباق الرئاسيات مجددا، عقب تداول خبر عدم ترشحه، حيث اجتمع سعداني ليلة أول أمس بأعضاء مكتبه السياسي ليذكّرهم بأنه "لا مرشح للأفلان ماعدا بوتفليقة"، وأن هذا الأخير أصبح بمثابة المرشح الرسمي غير أنه في انتظار الوقت المناسب لإعلان ترشحه، كما عقدت أمس مجموعة واسعة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب لقاء أمس، خرجت فيه ببيان "يدعو الرئيس بوتفليقة للترشح لرئاسيات 17 أفريل 2014 لأن ترشحه مطلب شعبي ومطلب كل جزائري". كما ذكر القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي أول أمس بالمجلس الشعبي الوطني أن "ترشح بوتفليقة مطلب شعبي، وحتى إن قرر الرئيس عدم الترشح فإن الشعب يدفعه إلى الترشح خدمة للبلد". وفي سياق ذي صلة أعطى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني تعليمات لأعضاء مكتبه السياسي من أجل المباشرة في تنصيب مديريات الحملة الانتخابية، وتحديد مقرات المداومة للرئاسيات المرتقبة لدعم مرشح الحزب الرئيس بوتفليقة حتى قبل أن يقول هذا الأخير كلمته النهائية حول الرئاسيات. وقد برمج المكتب السياسي زيارات ماراطونية لأعضائه إلى الولايات، حيث سيتنقل نهاية الأسبوع الجاري عبد القادر زحالي إلى ولايات غرب الوطن في زيارة ترويج لمرشح الحزب الرئيس بوتفليقة، فيما يتكفل موسى بن حمادي بنفس المهمة خلال زيارته المرتقبة لولايات الشرق بدأ بقسنطينة، أما مصطفى معزوزي فسيتنقل إلى ولايات الجنوب لأداء نفس الدور. وفي المقابل يواصل سعداني سلسة الإقصاءات في صفوف المحافظين حيث كشفت مصادر ل«البلاد" أنه قرر توقيف كل من محافظي ولاية باتنة السيناتور بمجلس الأمة إبراهيم بولحية، ولاية البويرة محمد نوي، سوق اهراس وتبسة، ليصل بذلك عدد المحافظين الذين أقصاهم سعداني في ظرف يومين ثمانية حيث سبق أن فصل كل من محافظي بسكرةقسنطينةبرج بوعريريج وبشار.